للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمَّا يزيد بنُ هشام:

فاستعملَه أبوه على الحجِّ سنةَ ثلاث وعشرين ومئة (١)، وحجَّ معه الزُّهريّ [وكان الزهريُّ مؤدِّبه] فقال: بعَثَنا هذا مع ولده ليُقيمَ من أَوَدِه، وعاش يزيد بعد قتل الوليد بن يزيد (٢)، ويعرف بالأفقم، وأمُّه أمُّ حكيم بنت يحيى بن الحكم بن أبي العاص.

وأما محمَّد بن هشام:

فأمُّه أمُّ حكيم، وكان هشام يحبُّه حبًّا شديدًا، أدَّبَهُ سليمان بن سليم، وكان فاضلًا، فقدم على هشام الرُّصافة، فقال له: يَا سليمان، قد بلغَني عنك فضلٌ، وأنا مسارعٌ إليك بكلِّ خير، ومستعينٌ بك على أموري، وإنَّ محمدًا ابني منِّي بالمكان الذي بلغك، وهو جِلْدَةُ ما بين عينيّ، وأرجو أن يبلغَ اللهُ به أفضلَ ما بلغَ [من] أهل بيته، وقد ولَّيتُك تعليمَه وتأديبه، فعليك بتقوى الله، وأداء الأمانة فيه بخصال لو لم يكن إلَّا واحدة لكنتَ حقيقًا أن لا يضيِّعَها، فكيف إذا اجتمعت؟!

أما الأولى: فأنتَ مؤتَمَنٌ عليه، فيحقُّ لك أداءُ الأمانة فيه.

وأمَّا الثَّانية: فإنِّي إمامٌ ترجوني وتخافُني.

وأما الثالثة: فأوَّلُ ما آمرُك فيه أن تأخذَه بكتاب الله وسنة رسوله، وروِّه من الأشعار التي للعرب، ثم اخْتَرْ له من مغازي رسول الله وأخباره، وعَلِّمْهُ طرفًا من الحلال والحرام، والخُطب والسِّيَر، وأدْخِلْ عليه أهلَ الفضل والدِّين، وجَنِّبْهُ أهلَ الدَّعارة والفسوق وشرَّاب الخمور، وإذا سمعتَ منه الكلمةَ الحسنةَ فاشكُرْهُ عليها، وإذا سمعتَ منه الكلمة العوراء فأغضَّ عنها (٣).

وأمَّا سعيد بن هشام:

فأمُّه أمُّ ولد، وقيل: أمُّ عمَّار (٤) بنت سعيد بن خالد بن عَمرو بن عثمان بن عفَّان.


(١) تاريخ خليفة ص ٣٥٤.
(٢) قوله: فقال بعثنا هذا مع ولده … إلى هذا الموضع، ليس في (ص). وما سلف بين حاصرتين منها.
(٣) تاريخ دمشق ٧/ ٦١٩ (مصورة دار البشير- ترجمة سليمان بن سليم بن كيسان)، وبنحوه في "محاضرات الأدباء" ١/ ١٠٧ ومن قوله: وأمُّه أمُّ حكيم بنت يحيى (قبل الكلام على محمَّد بن هشام) … إلى هذا الموضع، ليس في (ص).
(٤) في "أنساب الأشراف" ٧/ ٣١٠: أمُّ عثمان.