للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها وثوبُ أهل حمص على دار العبَّاس بن الوليد بن عبد الملك وهدمها.

[قال علماء السير:] وكان مروان بن عبد الله بن عبد الملك بن مروان عاملًا للوليد بن يزيد على حمص، وكان من وجوه بني سروان، فلما قُتل الوليد بن يزيد، أغلق أهلُ حمص أبوابَها، وأقاموا النوائح على الوليد، وكان العباس [بن الوليد] خارجًا عن حمص، فقيل لهم بأنه كان ممَّن قاتلَ الوليد. فعَمَدُوا إلى دار العبَّاس، فهدموها، وانتهبوا متاعَه وسلبوا حُرَمَه، وحبسُوا بنيه، وكاتبُوا الجند، وطلبُوا بدم الوليد، فأجابوهم، وكان مروان بنُ عبد الله بن عبد الملك بحمص في دار الإمارة، فأتَوْا إليه، فوافقَهم خوفًا منهم.

وعَصَوْا على يزيد بن الوليد، فبعث إليهم رسلًا؛ منهم يعقوبُ بنُ هانئ، وقال: ما أدعوكم إلى نفسي، ولكن أدعوكم إلى الشُّورى. فطردوا رسله وهمُّوا بقتلهم.

وكان أمر حمص إلى معاوية بن يزيد بن حُصين، وليس إلى مروان بن عبد الله [بن عبد الملك] شيء، وكان عندهم أبو محمد السُّفْياني، فقال لهم: لو أتيتُ دمشق ورآني أهلُها لم يخالفوني.

وبعث يزيدُ بن الوليد مسرورَ بنَ الوليد والوليدَ بنَ رَوْح في جند كثيف، فنزلوا حُوَّارين، وقدم (١) على يزيدَ بن الوليد سليمانُ بنُ هشام من عمَّان، فأكرمَه يزيد، وتزوَّج يزيدُ أختَه أمَّ هشام بنتَ هشام [بن عبد الملك بن مروان] وبعثَ به إلى الجيش إلى حُوَّارين، وأمرهم بطاعته (٢).

[قال يحيى بن عبد الرحمن البهراني:] ولما نزل الجيش بحُوَّارين؛ قام مروان بنُ عبد الله [بن عبد الملك] خطيبًا [بحمص] فقال: إنكم خرجتُم لجهاد عدوِّكم، والطلبِ بدم خليفتكم، وقد سار إليكم منهم عُنُق (٣)؛ إنْ أنتم قطعتُموه اتَّبعه ما بعده، وكنتم عليه أجرأَ، ولستُ أرى لكم المُضيَّ إلى دمشق وتتركون هذا الجيشَ حْلفكم.


(١) في (ص): ووفد.
(٢) تاريخ الطبري ٧/ ٢٦٢ - ٢٦٣. وكلُّ ما سلف بين حاصرتين من (ص).
(٣) العُنُق: الجماعة من الناس.