للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو مسلم بالسمع والطاعة، وبعثه على مقدمته، وضمَّ إليه العساكر، وجعلَه صاحبَ الأمر والنهي، وكتب له إلى الأمصار والعساكر بالطاعة (١).

وفيها توجَّه قحطبةُ إلى نيسابور للقاء نصر.

قال علماء السِّيَر: إن أبا مسلم لمَّا قتل [شيبان] الخارجيَّ وابْنَي الكِرْمانيّ (٢)، وغلبَ على مَرْو، واستعمل العمَّال على الكُوَر؛ بعثَ قحطبةَ بنَ شبيب إلى طُوس، ومعه عِدَّة من القُوَّاد، منهم أبو عَوْن عبدُ الملك بنُ يزيد، ومقاتل بنُ حكيم العكّيّ، وخالد بنُ بَرْمك، وخازم بنُ خُزيمة، والمنذر بنُ عبد الرحمن، وعثمان بنُ نَهِيك، وجَهْوَر بنُ مَرَّار العجلي، وأبو العبَّاس الطُّوسيّ، وأبو الجَهْم وجعلَه كاتبًا لقحطبة على الجُند، وكان بطُوس رابطةٌ لنصر، فانهزمت، ودخل الناس باب طُوس، فمات في الزِّحام بضعةَ عشرَ ألفًا (٣).

وكان نصرٌ قد بعث ابنَه تميمًا في ثلاثين ألفًا من فرسان خُراسان، وسار إليهم قحطبةُ، والتَقَوْا، فقُتِلَ تميمُ بنُ نَصْر، وانهزمَ عسكرُه، وقَتَلَ منهم قحطبةُ مقتلةً عظيمة، واستباحَ العسكر، وسار إلى نيسابور يقصدُ نَصْرًا، فهرب نَصْر إلى جُرْجَان، وبها نُباتة بن حنظلة الكلابي (٤)؛ كان يزيد بنُ عُمر بنِ هُبيرة قد بعثَه مددًا لنصر، وسار إليه قحطبة، فقاتَلَه نُباتة (٥) -وكان فارسًا عظيمًا- في عشرة آلاف (٦)، فلما انهزم أهل الشام الذين كانوا مع نُباتة؛ دخل مسجدًا هناك بعد أن نَكَى فيهم وقاتلَ قتالًا شديدًا، فخرقوا


(١) بنحوه في "تاريخ" الطبري ٧/ ٣٨٨ وما بين حاصرتين منه للإيضاح، والمصنف ينقل الكلام بالمعنى، وقوله: وعهدٌ منه بتقدُّمه الجيوش، ليس في المصدر المذكور.
(٢) سيرد ذكر قتل أبي مسلم لهؤلاء الثلاثة في تراجمهم في هذه السنة.
(٣) ينظر المصدر السابق.
(٤) تاريخ الطبري ٧/ ٣٩٠.
(٥) في (خ) و (د): ابن نباتة. وهو خطأ.
(٦) ليس في "تاريخ" الطبري ذكر عدد من كان مع نُباته، بل جاء فيه ٧/ ٣٩٢ أنه قُتل منهم عشرة آلاف. وقال البلاذري في "أنساب الأشراف" ٣/ ١٥٢: قتل منهم عشرة آلاف، ويقال: ستة آلاف.