للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان له من الولد: عُمر، وعبدُ الملك، والمنكدر، وعبد الله، ويوسف، وإبراهيم، وداود لأمّ ولد (١).

ذكر إخوته:

وهما عُمر، وأبو بكر لأمِّه وأبيه.

فأما عمر؛ فكان من العُبَّاد المجتهدين، ولم يكن له ولد؛ قالت له أمُّه: يا بنيّ، إني لَأُحبُّ أن أراك نائمًا. فقال: يا أمَّاه، إني لأستَقْبلُ الليلَ فيهولُني، فيدركُني الصبح وما قضيتُ حاجتي (٢).

وقدم المدينةَ رجلٌ بمال، فقال: دُلُّوني على رجل من قريش أُعطيه هذا المال. فدلُّوه على عمر، فأعطاه المال فابى أن يقبله، ودُلَّ على أخيه محمد، فأتاه، فأبى أن يقبلَه، فدُلَّ على أبي بكر، فأتاه فأبى أن يقبلَه، فقال الرجل: يا أهل المدينة إن استطعتُم أن يلدكم المنكدر فافعلوا (٣).

وبعث بعض الأمراء إلى عمر بن المنكدر بمال، فوضعه الرسول بين يديه، فجعل عمر ينظر إليه ويبكي، فجاء أخوه أبو بكر، فرآه يبكي، فجلس يبكي لبكائه، وجاء محمد، فرآهما يبكيان، فجلس يبكي لبكائهما، فبكى الرسول لبكائهم، وأرسلَ إلى صاحبه يُخبره بذلك، فأرسل الأمير ربيعةَ بن أبي عبد الرحمن يستعلم الخبر، فقال لعمر: يا أخي، ما الَّذي أبكاك من صلة الأمير؟! قال: إني خشيتُ أن تغلب الدنيا على قلبي، فلا يكون للآخرة فيه نصيب، فذلك الَّذي أبكاني، وأمر بالمال فتصدَّق به على فقراء أهل المدينة. وجاء ربيعة فأخبر الأمير، فبكى وقال: هكذا واللهِ يكون أهلُ الخير (٤).

وأخوهما أبو بكر كان أسنَّ من محمد.


(١) طبقات ابن سعد ٧/ ٤٤٠.
(٢) المصدر السابق ٧/ ٤٤٤، وبنحوه في "المعرفة والتاريخ" ١/ ٦٥٩.
(٣) طبقات ابن سعد ٧/ ٤٤٤ - ٤٤٥، وتاريخ دمشق ٦٥/ ٥٥.
(٤) صفة الصفوة ٢/ ١٤٥ - ١٤٦.