للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وشَيْبان من الصُّفرية، [فالتقى ابن خزيمة بشيبان قبل الجلندى، فقتله] (١)، وجاء الجلندى، فاقتتلوا أيامًا، وظهر على [ابن] خزيمة، وقُتل إسماعيل أخو خازم لأمه، وجماعةٌ من أهل خراسان، وكان الجلندى نازلًا في بيوت من خشب، فحمل أصحابُ [ابن] خُزيمة قوارير النفط في رؤوس الرماح، وحملوا، فأحرقوا البيوتَ، فاشتغلوا بأولادهم وأهاليهم، ثم وضع [ابن] خُزيمة السيفَ فيهم، فقتل منهم سبع مئة مقاتل، وقتل الجلندى، وبعث برؤوسهم إلى البصرة (٢).

وفيها بعث أبو العباس موسى بنَ كعب إلى السِّند لقتال منصور بن جمهور، فسار في خمسة آلاف من العرب والموالي، وخرج منصور للقائه في اثني عشر ألفًا، والتقوا، فانهزم منصور وأصحابُه، ومات عطشًا في الرمال، وبلغ عاملَه على السند، وكان عيال منصور وخزائنُه بالمنصورة، فأخذهم وأخذَ أموالهم، ودخل الخزر، واستولى موسى على السند (٣).

وفيها بنى أبو العباس الأميال من مكة إلى الأنبار، وضرَبَ المَنَار على الطرق، وأقام البُرُد، واستخدم الرجال.

وحجَّ بالناس عيسى بنُ موسى وهو على الكوفة، وكان على قضائها ابنُ أبي ليلى، وعلى مكة واليمامة والطائف زيادٌ الحارثي، وعلى اليمن عليّ بنُ الربيع بن عُبيد الله الحارثيّ -كان قد تُوفي في هذه السنة محمد بنُ عُبيد الله الحارثي، وكان على اليمن، فبعث السفَّاح مكانَه عليَّ بنَ الربيع- وكان على البصرة وأعمالها سليمان بنُ علي، وعلى قضائها عبَّاد بنُ منصور، وعلى السند موسى بنُ كعب، وعلى خراسان أبو مسلم، وعلى الموصل إسماعيل بنُ علي، وعلى أذربيجان محمد بنُ صول، وعلى الجزيرة أبو جعفر المنصور، وعلى الشام عبد الله بنُ علي، وعلى فلسطين صالح بنُ علي، وعلى مصر أبو عون، وعلى ديوان الخراج خالد بنُ برمك، واستقامت الدنيا لأبي العباس (٤).


(١) ما بين حاصرتين من (د).
(٢) تاريخ الطبري ٧/ ٤٦١ - ٤٦٣، وانظر تاريخ الإسلام ٣/ ٥٩٥.
(٣) تاريخ الطبري ٧/ ٤٦٤.
(٤) المنتظم ٧/ ٣٢٥.