للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبدُ الله ما ادعى مِن قَتْل مروان، صدَّقه أبو غسان، وبايَعَه بالخلافة، وشهِدَ له بذلك، فقال الهيثم بن زياد الخزاعي: نَشَدتُكَ الله أن تُهيِّج الفتنة، وتُعرَض نفسَك؟ أهلَ بيتك للهلاك وزوالِ النعمة، فقتَلَه عبدُ الله (١).

وقال المدائني: كتب أبو العباس إلى عبد الله يأمره بغزو الصائفة، فوافاه كتابُه عند وفاته وهو مما يلي درب الحدث يريد دخول الروم، فدعا بعبد الحميد بن ربعي الطائيِّ، وخفاف بن منصور المازني، ونصير بن المحتفر (٢) المزني، وحباش بن حبيب الطائي، وادَّعى ما ادعاه من قتل مروان، وأنه وليّ العهد من بعده، فصدَّقوه وبايعوه بالخلافة، وفيهم حميد بن قحطبة، وعاد فنزل قنَّسرين، واستعمل عليها زُفَر بنَ عاصم، وعلى دمشق عثمان بنَ عبد الأعلى، واستعمل على فلسطين الحكم بنَ ضبعان، وكتب إلى الحسن بن قحطبة وكان على أرمينية، وإلى مالك بن الهيثم وكان على أذربيجان، وإلى محمَّد بن صول وهو بسمَيْساط (٣) يدعوهم إلى نفسه، فأبوا عليه، وسار إلى حرَّان وعليها مقاتل بن حكيم العكّي في أربعة آلاف مقاتل، وكان عاملَ أبي جعفر على الجزيرة فعصى عليه، فنصب المجانيق على البلد، وضايقه، فطلب مقاتل الصلحَ، فصالحه ودخل عبدُ الله حرَّان في صفر سنة سبع وثلاثين، ثم سار إلى الرقَّة واستعمل أخاه عبدَ الصمد على الجزيرة، وجعله وليَ عهده، وصير على شرطته منصور بن جعونة العامريّ، وبعث بمقاتل العكّي وبولديه إلى ابن سُراقة وأمره بقتلهم فلم يفعل، وقيل: بل قتَلَه واستبقى ولديه، فلما هُزِم عبدُ الله قتلهما ابنُ سراقة واسمُه عثمان بنُ عبد الأعلى، أزديٌّ، واستعمل عبدُ الله على قِنَّسرين حُميدَ بنَ قحطبة، وكتب إلى زُفر بن عاصم: إذا ورد عليك حميد بنُ قحطبة فاقتله ومَنْ معه، فوقع حُميد بالكتاب فقرأه، وعاد إلى الأنبار، فقدم على أبي جعفر (٤).


(١) أنساب الأشراف ٣/ ١١٧ و ٢١٤.
(٢) في أنساب الأشراف ٣/ ١١٧: المخنفر.
(٣) في أنسات الأشراف ٣/ ١١٩: بشمشاط، وكلاهما بلدتان على الفرات غير أن سميساط من أعمال الشام، وشِمْشاط في طرف إرمينية. انظر معجم البلدان ٣/ ٢٥٨ و ٣٦٢.
(٤) أنساب الأشراف ٣/ ١١٧ - ١١٩.