المسلمين؟ فقال: لا، إلَّا رويجل، فغضب عمر وقال: رويجل رويجل، يكرِّرها، وقال: يجيء أحدُكم بالشاة والبقر، ويصابُ رجل من المسلمين، وأنت تقول: رويجل؟! لا تلي لي أنت ولا أبوك ولاية أبدًا.
ولمَّا ولي مروان بن محمَّد ولاه الرُّها، وكان أبو جعونة قد سكنها ومات بها، فلمَّا ظهرت الدولةُ العباسيَّة امتنعَ من البيعة للسفاح، وهرب، فلمَّا خلعَ عبدُ الله بن علي أبا جعفر ظهرَ منصور، فجعلهُ عبد الله على شرطته، وصار من وجوه قواده، فلمَّا سار عبد الله للقاء أبي مسلم خلَّف أهله وأمواله وأثقاله بالرُّها عند منصور، وانهزم عبد الله إلى البصرة، فجاء أبو مسلم إلى الرُّها فحصرَها مدة طويلة، ثمَّ نزل بالأمان فنقله أبو مسلم إلى ملطية، وأخربَ سور الرُّها وسائر أسوار بلاد الجزيرة، ولمَّا عاد أبو جعفر من الحج نزل الرقة، فوجد فيها منصور، وفي قلبه منه ما فيه، وقد أمَّنه، فجلسَ أبو جعفر يومًا يتحدَّث فقال: ألا تشكرونَ الله يا أهل الجزيرة إذ دفع عنكم الطاعون، فقال منصور: الله أعدلُ أنْ يجمعكم علينا والطاعون، فغضبَ أبو جعفر واحمرَّت عيناه، وأمر به فضربَ عنقه (١).
* * *
(١) انظر ترجمته في تاريخ دمشق ٧/ ٢١٤ (مخطوط)، وانظر أيضًا ترجمة أبيه جعونة في تاريخ دمشق ٤/ ١ (مخطوط).