للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد رُوي أن عبد الله مات قبل مقتل محمَّد ابنه، إبراهيم قُتل بعد محمَّد.

قال البلاذري: حمل رأس إبراهيم ومحمَّد إلى خراسان فطِيف بهما، ثم رُدَّا إلى بغداد، فدفنهما الذي حملهما في منزله بدرب أبي حنيفة (١).

وقال حُميد بن قَحطبة: دخلت على أبي جعفر وبين يديه مَصارينُ البطِّ مَحشوَّةٌ بالملح والسكر فقال: أين إبراهيم؟ أراد أن يحول بيني وبين هذا.

ثم خطب أبو جعفر أهلَ الكوفة فنال منهم وسبَّهم وقال: يَا أهل هذه المَدَرَة السوداء الخبيثة، بلغني أنكم تقولون: سمع في عسكر إبراهيم قائلًا يقول: أَقْدِم حَيزُوم، تُشبِّهونه بعسكر رسول الله يوم بدر، أكفارٌ نحن؟ لعنكم الله ولعن مَدَرَتَكم، تُريدون قتالي إن ظهر إبراهيم؟ قد بلغني أن فيكم مئة أَلْف سيف معه، والعجب للحجاج كيف لم يقتل مقاتلكم، ويسبي ذراريكم وقد كان ناصحًا لبني أمية، فقام إليه المسيّب بن زهير الضَّبِّي وقال: والله ما سبقنا الحجاج إلى أمر تخلَّفنا عنه، وما خلق الله أعزَّ علينا من نبينا ، وقد أَمَرْتَنا بقتل أولاده فأطعناك، فهل نصحناك؟ فقال له أبو جعفر: اقعد لا قعدت (٢).

وقال أبو عمرو بن العلاء: حضرتُ مجلسَ إبراهيم بن عبد الله، ففقد رجلًا من أصحابه، فسأل عنه فقال له رجل: تركتُه يريد أن يموت، فضحك بعض القوم وقال: في الدنيا أحدٌ يريد أن يموت؟ فقال إبراهيم: لقد ضحكتم منها عربية، معنى يريد: يكاد، قال الله تعالى: ﴿يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ﴾ [الكهف: ٧٧] أي: يكاد، فقلت له: ما نزال بخير ما دام فينا مثلك (٣).

وقال المدائنيّ: كتب أبو جعفر إلى أهل المدائن بعد مقتل إبراهيم ومحمَّد أبياتًا لسُبَيع بن ربيعة بن معاوية اليَربوعيّ، وهي: [من الطَّويل]

ولولا دِفاعي عنكمُ إذ عَجزتُم … وبالله أَحمي عنكمُ وأدافعُ

لكنتم ذُنابى أهلِ مروانَ مثل ما … عهدناكمُ والله مُعْطٍ ومانعُ


(١) أنساب الأشراف ٢/ ٤٤٥.
(٢) مروج الذهب ٦/ ١٩٨، وأنساب الأشراف ٢/ ٤٤١.
(٣) تاريخ بغداد ١٢/ ٥٠.