للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحدٌ من أهل بلدنا؟ فنظروا، فإذا أفضل أهل الكوفة هناك؛ عبد الرحمن [بن عبد الملك] بن أبجر والحسن بن عيَّاش (١)، وقد ذكرناه.

ومات ليلًا فجاء جرير بن حازم بعدما دُفِنَ فصلَّى عليه (٢).

وقال الخطيب: وقد روي أنَّه دفن كتبه قبل وفاته.

قلت: وهذا محمولٌ على أنَّه رَوى عن قوم ثقات وغير ثقات، فاشتبة الأمرُ عليه، أمَّا إذا كانت عن ثقات، فإنَّه لا يجوزُ دفنها، وسنذكر هذا المعنى في ترجمة بشر الحافي، وأحمد بن أبي الحواري.

ذكر ما رُؤي له من المنامات:

حكى الخطيب عن عبد الرحمن بن مهدي قال: رأيتُ سفيان الثوري في المنام بعد موته، فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال: لم يكن إلا خير، ما وُضِعتُ في اللحد حتى أُوقِفت بين يدي الله تعالى، فحاسبني حسابًا يسيرًا، ثم أمرَ بي إلى الجنَّة، فبينما أنا أدورُ بين أشجارها وأنهارها، سمعتُ قائلًا يقول: سفيان؟ قلت: نعم، قال: تحفظُ يومًا آثرتَ الله على هواك؟ قلت: إي والله، فأخذتني صواني النثار من جميع الجنة (٣).

وفي رواية فقلت: ما فعلَ الله بك؟ فقال: [من الطويل]

نظرتُ إلى ربِّي كفاحًا، وقال لي … هنيئًا رضائي عنك يا ابن سعيدِ

فقد كنتَ قوَّامًا إذا الليل قد سَجى … بعبرةِ محزونٍ وقلبِ عميدِ

فدونَك فاختر أيَّ قصرٍ تريدُه … وزرني فإنِّي منك غير بعيدِ

وروى ابنُ أبي الدنيا عن سُعَير بن الخِمس قال: رأيتُ سفيان في المنام وهو يطيرُ من شجرةٍ إلى شجرة، ومن نخلةٍ إلى نخلة، وهو يقرأ: ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ﴾ [الزمر: ٧٤] (٤).


(١) تاريخ بغداد ١٠/ ٢٢٨ - ٢٢٩.
(٢) تاريخ بغداد ١٠/ ٢٤١.
(٣) تاريخ بغداد ٩/ ٤٤٠ (ترجمة رشيق أبو الحسن الرقي).
(٤) تاريخ بغداد ١٠/ ٢٤٤ من غير طريق ابن أبي الدنيا.