للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد قال قوم: إن فرعون يوسف هو فرعون موسى، وإنه عاش إلى زمان موسى ، وهو وَهَم، بينهما زمان طويل.

وقال الجوهري: فرعون لقب الوليد بن مصعب ملك مصر، وكل عاتٍ متمرد فرعون، والعُتاةُ الفراعنة، وهو ذو فَرْعَنَةٍ، أي: دهاء ونكر (١).

وقال ابن الجواليقي: والفرعنة مشتقةٌ من فرعون (٢).

واختلفوا في صفته: قال وهب: كان قصيرًا، ولحيته سبعة أشبار. وقيل: كان طوله قدر ذراع. وقيل: كان طُوالًا.

واختلفوا في أي مكان كان على أقوال:

أحدها: أنه مَعْلَثايا (٣) من بلد المَوصل، وفي هذا المكان قلعة تعرف بفرعون.

الثاني: أنه من بَلْخ، وكان هامان خبازًا ببَلْخ، وفرعون يومئذ فقير، قاله وهب.

والثالث: من بوشنج، قاله مقاتل.

والرابع: من أهل أصبهان، حكاه عبد الله بن المبارك.

فحكى يعمر بن بشر عن ابن المبارك، قال: كان عطارًا بأصبهان فأفلس وركبه دين، فخرج منها هاربًا من الدَّين إلى الشام، فلم يستقمْ له حال، فأتى مصر، فرأى على باب المدينة وِقْرَ حملِ بطيخ، فسأل عن سعره، قيل له هذا بدرهم، فدخل المدينة فرأى وقرَ بطيخ، فسأل عنه، فقيل له: كلُّ بطيخة بدرهم، فقال: من هاهنا أقضي ديني، واشترى وقرًا بدرهم، وأتى به باب المدينة، فنهبه البوابون حتى بقيت بطيخة واحدة، فباعها بدرهم، فقال: ما هذا؟ أما هاهنا أحدٌ ينظر؟ فقالوا: ملكنا مشغولٌ بلذته، وقد فوَّضَ الأمور إلى وزير له، ولا ينظر في شيء. فخرج فرعون إلى المقابر، فجعل لا يمكِّن أحدًا من الدفن إلا بخمسة دراهم، وأقام على ذلك مدة لم يتعرض له أحد، فماتت بنت الملك فقال: هاتوا خمسة دراهم، فقالوا: ويحك، هذه بنت الملك، فقال:


(١) "الصحاح" (فرعن).
(٢) "المعرب" ص ٢٩٤.
(٣) في (ب) بدل المعكوفات: وكان من معلثايا، والمثبت من (ط).