للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقاموا إليه، فقال. مَن هؤلاء؟ فقا لوا: أربابُ الرواتب، تأخَّرت الرواتب، قال: ومَن أخَّرها؟ قيل: البوَّاب، فاسترجع، قال: تُطلَق] وتسمَّى إطلاقَ الهُويّ؛ لأنَّه أَطلقها وهو يَهوي من دابَّته للنزول [فكانت ألفَي ألفِ درهم] (١).

[وحكى الصوليُّ أيضًا قال: مدح شاعرٌ يحيى بنَ خالد] فقال (٢): [من الطويل]

سألتُ النَّدى هل أنت حرٌّ فقال لا … ولكنني عبدٌ ليحيى بنِ خالدِ

فقلت شراءً قال لا بل وراثةً … توارثني من والدٍ بعدَ والد (٣)

فأعطاه مئةَ ألفِ درهم، وكان كلَّما مرت بخاطره أعطاه مئةَ ألفٍ حتى نُكب.

[وحكى الخطيبُ (٤) عن إسحاقَ بنِ إبراهيمَ قال: كانت صلةُ يحيى بنِ خالد] إذا ركب (٥) لمن يتعرَّض له مئتي درهم، فركب ذاتَ يوم، فتعرض له [أديب] شاعرٌ فقال:

يا سَمِيَّ الحَصورِ يحيى أُتيحت … لك من فضل ربِّنا جنَّتانِ

كلُّ من مرَّ في الطريق عليكمْ … فله من نوالكمْ مئتان

مئتا درهمٍ لمثلي قليلٌ … هي منكمْ للقابس العَجْلان

فقال له يحيى: صدقت، وأَمر بحمله إلى داره، فلمَّا رجع من دار الخليفةِ سأله عن حاله، فقال: تزوَّجتُ امرأة، وقد خيِّرت بين أن أؤدِّيَ مهرَها وهو أربعةُ آلافِ درهم، وإما أن أطلِّق، وإمَّا أن أقيمَ بالمرأة حتى يتهيَّأ نقلُها إلى منزل، وليس لي منزل. فأَمر له يحيى بأربعة آلافٍ للمهر، وأربعة آلافٍ لشراء منزل، وأربعةِ آلافٍ لما يحتاج إليه المنزل، وأربعةِ آلافٍ للدُّخول بها، وأربعةِ آلافٍ يستظهر بها، فانصرف وقد أعطاه عشرين ألفًا.

وقال إِسحاقُ الموصليّ: أضقتُ إضاقةً شديدة، فأتيتُ يحيى بنَ خالد، فذكرتُ له ذلك، فقال: ما حضر عندي في هذا الوقتِ شيء، ولكن قد جاءني خليفةُ صاحبِ


(١) ما بين حاصرتين من (ب).
(٢) في (خ): ومدحه شاعر فقال.
(٣) العقد الفريد ١/ ٢٦٨، والبداية والنهاية ١٣/ ٦٨٠ دون نسبة.
(٤) في تاريخه ١٦/ ١٩٦.
(٥) في (خ): وكانت صلته إذا ركب، وما بين معكوفين من (ب).