للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحكى الخطيبُ (١) عن محمَّد بن رِزْقٍ قال: سمعت أبا بكرٍ محمَّد بن الحسن النقَّاش المُقرئ، وسئل عن معروفٍ الكرخي فقال: سمعت إدريس بن عبد الكريمِ يقول: هو معروف بن الفَيرُزان، وبيني وبينه قرابة، وكان أبوه صابئًا من أهل نهربان من قرى واسط، وكان في صغره يصلِّي بالصِّبيان ويعرض على أبيه الإسلامَ فيصيح عليه.

واختلفوا في كُنية معروفٍ على قولين: أحدهما: أبو مَحْفوظ، حكى بعضُ الأشياخ قال: خطر لي يومًا اسمُ معروف وكُنيته، فأخذني الطَّربُ وقلت: زِه (٢)، أبو محفوظ معروف، جُمع له بينهما.

والثاني: كُنيته أبو الحسن، ذكره الخطيب] (٣)

[ذكر طرف من أخباره:

حكى عبدُ الكريم بن هَوازن القُشَيريُّ عن أبيه (٤)، عن أبي [عليٍّ] (٥) الدَّقَّاق قال: كان معروفٌ أبواه نصرانيان، فسلَّما معروفًا إلى المؤدِّب وهو صبي، فكان يقول له: قل: ثالث ثلاثة، فيقول معروف: بل هو واحد، فضربه المعلِّم يومًا ضربًا مُبَرّحًا، فهرب معروف، فكان أبواه يقولان: ليته يرجع إلينا على أيِّ دِينٍ شاء فنوافقَه عليه. ثم إنَّه أسلم على يد عليِّ بن موسى الرِّضا، ورجع إلى منزله، فدقَّ الباب، فقيل: مَن بالباب؟ فقال: معروف، فقالوا: على أيِّ دين؟ فقال على الدين الحَنيفي، فأسلم أبواه.

وحكى عليُّ بن عبدِ الله ابن جَهْضَمٍ الصُّوفيُّ، عن أحمد بنِ عطاء، عن أبي صالح] عبد الله بن صالح قال (٦): كان أبو محفوظٍ معروف قد باداه اللهُ بالاجتباءِ في حال


(١) في تاريخه ١٥/ ٢٦٤ - ٢٦٥.
(٢) كلمة فارسية تستعمل للاستحسان. المعجم الذهبي ص ٣١٨.
(٣) في (خ): معروف بن الفيرواني الكرخي، ينسب إلى كرخ بغداد، وكنيته أبو محفوظ، وقيل أبو الحسن، وقال بعض الأشياخ … جمع له بينهما. والمثبت من (ب).
(٤) كذا في (ب)، وهو وهم، فالقشيري يحدث عن أبي علي الدقاق شيخه مباشرة، لا عن أبيه. انظر الرسالة القشيرية ١/ ٨٠.
(٥) ما بين حاصرتين من الرسالة القشيرية.
(٦) في (خ): وقال عبد الله بن صالح، والمثبت من (ب).