للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالغلام (١) فإنَّه صِدِّيق.

وقال: الزهَّاد بخُراسان، والفقهاءُ بالعراق، والأبدالُ بالشام.

[وقال: لما كلَّم اللهُ موسى، جاءه إبليسُ فوسوس له وقال: إنَّ الذي يكلِّمك شيطان، فأوحى اللهُ إليه: يا موسى، ارفع رأسَك، فرفع رأسَه، فإذا بالسماء قد كُشطت، والعرشِ قد برز، والملائكةِ قيامٌ في الهواء.

ذِكر وفاته:

اختلفوا -فيما ذكر الخطيبُ- على ثلاثة أقوال (٢): أحدها في هذه السَّنة. والثاني: في سنة خمسَ عشرةَ (٣) ومئتين، وذكره السلمي وابن خَميس في "المناقب" (٤). والثالث: في سنة خمسٍ وثلاثين ومئتين (٥). ثم قال الخطيب: والقول الأوَّل أصحّ، يعني سنةَ خمس ومئتين؛ لأنَّه قول أهلِ الشام، وهم أعرفُ بهذا من غيرهم.

وقال جدِّي في "المنتظم" (٦): وقد قيل: إنَّه مات في سنة خمسَ عشرةَ ومئتين، ولا يصحُّ، والأصحُّ أنه في سنة خمسٍ ومئتين (٧). ودُفن بداريا وقبرُه بها ظاهرٌ يزار.

وحكى الحافظُ ابن عساكرٍ (٨) عن] أحمد بن أبي الحَوَاري قال (٩): رأيت أبا سليمانَ في المنام بعد وفاته بسنة، فقلت: يا معلِّم الخير، ما فعل اللهُ بك؟ فقال: لي سنةٌ في


(١) في (ب): احفظوا نبذ الغلام.
(٢) القول الثالث لم يذكره الخطيب، انظر تاريخه ١١/ ٥٢٥ - ٥٢٦.
(٣) في (ب): خمس وثلاثين. ولعله سهو، وهو القول الثالث كما سيذكر. وانظر ما سلف أول الترجمة.
(٤) طبقات الصوفية ص ٥٧، ومناقب الأبرار ١/ ٢٢١ ..
(٥) كذا في معجم البلدان ٢/ ٤٣١، رقمًا لا كتابة، وفي تاريخ دمشق ٩/ ٨٤٢ عن أحمد بن أبي الحواري: مات أبو سليمان سنة خمس ومئتين وثلاثين (كذا)، ثم قال ابن عساكر: كذا قال، وقوله: وثلاثين، وهم، والله أعلم. اهـ. قلت: ويؤيد كونه وهمًا أن الخطيب أخرجه عن أحمد بن أبي الحواري ولم يذكر فيه: وثلاثين.
(٦) ١٠/ ١٤٦.
(٧) وقال ابن عساكر في تاريخه ٩/ ٨٤١ - ٨٤٢: بلغني عن محمد بن يوسف الهروي أن أبا سليمان مات سنة أربع ومئتين. وفي فوات الوفيات ٢/ ٢٦٦: مات سنة خمس وعشرين ومئتين. وهذا القولان لم يذكرهما المصنف.
(٨) في تاريخه ٩/ ٨٤٢. وما بين حاصرتين من (ب).
(٩) في (خ): وقال أحمد بن أبي الحواري.