للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنِّي لَأطمع ثم أَنهض بالمُنى … واليأسُ يجذبني إليه فأَقعدُ

وقالت أيضًا: [من السريع]

أصابني بعدَك ضُرُّ الهوى … واعتادني شوقٌ وإِقلاقُ

قد يعلم اللهُ وحسْبي به … أنِّي إلى وجهك مشتاقُ (١)

وقالت أيضًا: [من الوافر]

كتمتُ اسمَ الحبيبِ من العباد (٢) … وردَّدتُ الصَّبابةَ في فؤادي

فيا شوقي إلى بلدٍ خَلِيٍّ … لعلِّي باسمِ مَن أهوى أُنادي

[وكان لها وكيلٌ يقال له: سباع، فكان يخونها في مالها ويتصدَّق به، فكتبت إليه تقول: [من الطويل]

أَتسلبني مالي ولو جاء سائلٌ … رققتَ له إن حطه نحوَك الفقرُ

كشافِيَةِ المرضى بعائدة الزِّنى … تؤمِّل أجرًا حيث ليس (٣) لها أجر]

وكتبت إلى بعض الرؤساءِ شفاعة: سألني -أعزَّك الله- فلانٌ أن أكتبَ إليك في حقِّه، ورأيت حقَّه عليك شامله كحقِّه عليَّ بقصده لي، ولستُ برعاية حرمتِه أولى منك بإسعاف طِلْبته، إذ كان ما يَمتُّ به إليَّ من جهة القصدِ يوازي ما يمتُّ به إليك من الثقة بالقَبول، وهو في نفسه من رجال الشُّكر، ومعادن الحمدِ والأجر، فإن حَسُنَ في رأيك أن تقضيَ حقِّي عليك بقضاء حقِّه، وتحققَ آماله بتحقيق رجائه، فإنَّه كالواصل إليّ، والمحسوبِ عليّ، وأن تهنِّئَني وإياه في إيصال معروفِك وتعجيله وتضاعف موقعه بتسهيله، فعلتَ موفَّقًا إن شاء الله تعالى (٤).

ولها (٥) قصصٌ وأخبار [خشينا التطويل، والحمد لله وحده، وصلَّى الله على سيدنا محمد وآله وسلم].


(١) المنتظم ١٠/ ٢٣٢.
(٢) كذا في (ب) و (خ)، والذي في المصادر: عن العباد.
(٣) في (ب): لا، وهو خطأ، والمثبت من أشعار أولاد الخلفاء ص ٦٣، والأغاني ١٠/ ١٨٣.
(٤) من قوله: وكتبت إلى بعض الرؤساء شفاعة .. إلى هنا، لم يرد في (ب).
(٥) في (خ): ولعُليَّة. وما سيرد بين حاصرتين من (ب).