للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المصراعَين، وإذا بقُبَّة من الرُّخام] مكتوبٌ عليها (١) بالحِمْيَرية: [من مجزوء الرجز]

لَهْفي على مختلَسِ … في قبرِه محتَبَسِ

قد عاش دهرًا مَلِكًا … منعَّمًا بالأُنْس

لم ينتفعْ لمَّا أتى … بجنده والحَرَس

وفي القُبَّة قبر، فأمر بفتحه، ففُتح، وإذا بميِّت على سريرٍ من الذهب، وعند رأسه لوحٌ من الذهب مكتوبٌ عليه بالحِمْيَرية: [من البسيط]

الموتُ أَخرجني من دار مملكتي … فالتُّربُ مُضطَجَعي من بعد تَتْريفِ

للهِ عبدٌ رأى قبري فأَحزنه … وخاف من دهره رَيبَ التصاريف

أستغفرُ اللهَ من ذنبي ومن زَلَلي … وأسأل اللهَ عفوًا يوم توقيفي

[وقيل: إنَّ هذا القصرَ وُجد باليمن، وإنَّ الميِّتَ هو تُبَّعٌ المؤمن. والله أعلم] (٢)

وفيها وثب عبدُ القُدُّوس (٣) الفِهري بمصرَ وقتل عمَّال المعتصم، وذلك في شعبان، فسار المأمونُ إلى مصرَ في ذي الحِجَّة.

وفيها قدم الأَفشينُ من بَرْقَة منصرفًا عنها، فأقام بمصر.

وفيها كتب المأمونُ إلى إسحاقَ بن إبراهيمَ ببغداد [يأمره] أن يأخذَ الجندَ بالتكبير إذا صلَّوا الجُمُعة، وبعد الصَّلوات الخمسِ إذا قضَوا الصلواتِ أن يقوموا قيامًا ويكبِّروا ثلاثَ تكبيرات، ففعل ذلك في شهر رمضان [جانبَي بغداد] في جامع المنصورِ وجامع الرُّصافة [فكانوا يفعلون ذلك عقيبَ كلِّ صلاة] (٤) فقال الناس: هذه بدعةٌ ثانية.

وفيها أباح المأمونُ المُتعةَ، فقال الناس: بدعةٌ ثالثة [وسنذكر القصَّة في ترجمة ابنِ أكثم] (٥).


(١) في (خ): عليه.
(٢) ما بين حاصرتين من (ب).
(٣) في المصادر: عبدوس. انظر تاريخ الطبري ٨/ ٦٢٥، والمنتظم ١٠/ ٢٧٤، والكامل ٦/ ٤١٩، والبداية والنهاية ١٤/ ٢٠٠.
(٤) ما بين حاصرتين من (ب).
(٥) ما بين حاصرتين من (ب).