للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وانصرفَ المعتصم يريد الثغور؛ لأنَّه بلغه أنَّ ملك الروم يريده، وأنه (١) جمع جمعًا عظيمًا، فخرج المعتصمُ على الجادَّة، وعطش القوم، فقتل ستة آلاف أسير (٢) بمكان يقال له وادي الحور (٣).

ووصل [المعتصم] إلى طرسوس، وكان [المعتصم] قد أناخ على عَمُّورية يوم الخميس لستٍ خلون من رمضان، وقفل عنها بعد خمسة وخمسين يومًا.

[وكان من القواد قد اتفقوا على الوثوب بالمعتصم في هذه السفرة، ويولون العباس بن المأمون، وسنذكره.]

وقال الصوليُّ: قتل المعتصم ثلاثين ألفًا من الروم، وسبَى مثلهم، وكان في سبيه ستون بطريقًا، وطرَحَ النار في جوانب عَمُّورية فأحرقها، وجاء ببابين إلى العراق في الفرات، فغرقَ واحدٌ، ووصلَ الآخرُ إلى بغداد، وهو الباب الذي على دار الخليفة بالرحبة المجاور للجامع، ويسمى باب العامَّة، [وقد أشار إلى هذا الخطيب أيضًا (٤)، وذكر البابين.

وقال الصوليُّ: حدثنا الغلابي، حدثني] يعقوب بن جعفر بن سليمان قال (٥): غزوتُ مع المعتصم عموريَّة، فاحتاج الناس إلى الماء، فمدَّ لهم (٦) المعتصم حياضًا من أَدَمٍ عشرة أميال، وساق الماء فيها إلى سور عموريَّة، وكان رجل من الروم يقوم كلَّ يومٍ على السور ويشتمُ النبيَّ بالعربيَّة باسمه ونسبه، فاشتدَّ ذلك على المسلمين، ولم يكن يصل إليه النشاب، [قال يعقوب:] (٧) وكنت أرمي رميًا جيدًا، فاعتمدته بنشابة، فأصابت نحره، فهوى (٨)، وكبَّر المسلمون، وسُرَّ المعتصم وقال: عليَّ بالذي رماه،


(١) في (خ) و (ف): وقد. والمثبت من (ب).
(٢) انظر خبر الأسرى وأسباب قتلهم في تاريخ الطبري ٩/ ٦٩ - ٧٠.
(٣) في (ب): الحرور. وفي تاريخ الطبري ٩/ ٦٩: الجور.
(٤) تاريخ بغداد ٤/ ٥٥٠.
(٥) في (خ) و (ف): وقال يعقوب بن جعفر بن سليمان. وما بين حاصرتين من (ب).
(٦) في (خ) و (ف): فمدهم. والمثبت من (ب).
(٧) ما بين حاصرتين من (ب).
(٨) بعدها في (خ) فلا شلت يَدَيْ المذكور في الكلب الملعون.