للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحدها: كانت فيه صحفٌ فيها علم، حكاه سعيد بن جبير عن ابن عباس.

والثاني: أنه لوح من ذهب فيه مكتوب: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، عجبت لمَنْ يُوقِن بالقَدَر كيف يَحزن، وعجبتُ لمَنْ يُوقِن بالموتِ كيف يفرح، وعجبت لمَنْ يُوقِن بالرِّزقِ كيف يتعب، وعجبتُ لمَنْ يُوقِنُ بالحسابِ كيف يَغْفَل، وعجبتُ لمَنْ يَعرِفُ الدنيا وتقلُّبها بأهْلِها كيف يَطْمَئِنُّ إليها، لا إله إلا الله محمد رسول الله. قاله ابن عباس والحسن وجعفر بن محمد، وروي مرفوعًا إلى رسول الله (١).

والثالث: أنه مال. قال أبو إسحاق بإسناده عن مكحول عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله في قوله تعالى: ﴿وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا﴾: "كان ذَهَبًا وفضةً" (٢)، وبه قال عكرمة.

والرابع: أنه كان مكتوبًا على اللوح الذي من ذهب: أنا الله لا إله إلّا أنا، أنا وحدي لا شريك لي، خلقتُ الخير والشر، فطوبى لمن خلقته للخير وأجريته على يديه، والويل لمن خلقته للشرّ وأجريته على يديه، قاله مقاتل.

﴿وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا﴾ واسمه كاشح؛ وقال: معنى صلاحه أنه كان بينه وبين الأب الذي حفظ بصلاحه سبعة آباء.

قال أبو إسحاق الثعلبي بإسناده عن محمد بن المنكدر قال: إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده والدويرات التي حول مَسْرَبته، فلا يزالون في حفظ الله وستره.

وكان سعيد بن المسيّب إذا رأى ابنه يقول: يا بنيّ لأزيدنَّ صلاتي من أجلك رجاءَ أن أُحْفَظَ فيك، ويتلو هذه الآية (٣).

﴿فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا﴾ أي: قوتهما، وهو ثماني عشرة سنة ﴿وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا﴾ أي: يخرجاه من تحت الجدار ﴿وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي﴾ بل بأمر الله وإلهامه وتوفيقه إياي، وإطلاعي على العلم.


(١) انظر عرائس المجالس ٢٣٠، وتفسير الثعلبى ٦/ ١٨٨، وزاد المسير ٥/ ١٨١، والتبصرة ١/ ٢٣٧.
(٢) أخرجه الترمذي (٣١٥٢).
(٣) انظر "عرائس المجالس" ص ٢٣١.