للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وقد ذكرها جَدِّي في "المنتظم" وقال: كانت مخَّة تذكر بالورع، قال: وماتت في سنة خمس وعشرينَ ومئتين (١).

قلت: فالمشهورُ عن السُلميِّ (٢) وغيره أنَّ الزاهدةَ الورعةَ من أخوات بشر هي زبدة أم عليّ، وهي التي ماتت قبله وحزن عليها، وقد نصَّ عليه أحمد بن حنبل، فإنه قال ما حكينا عنه. وقيل إنَّ الزاهدةَ كانت مضغة، ولا تنافي بين الكل، فإنَّهنَّ كلهنَّ زاهداتٌ ورعات، والدليلُ عليه ما حكى الخطيب عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال] (٣): دقَّ علينا الباب داقٌّ، [فقال: اخرج فانظر، قال:] فخرجت، فإذا بامرأةٍ، فقالت: استأذن على أبي عبد الله، فاستأذنتُ لها، فدخلَتْ وسلَّمت فردَّ عليها، فقالت: أنا امرأةٌ أغزلُ [بالليل في السِّراج، فربمَّا طُفئ السراج فأغزل] (٤) في القمر، فهل عليَّ أن أبيِّنَ غزلَ القمر من غزل السراج (٥)، فقال لها: [إن كان] عندك بينهما فرقٌ فبيِّني، فقالت: يا أبا عبد الله، أنينُ المريض شكوى؟ قال: أرجو أن لا يكون شكوى، ولكنَّه اشتكاءٌ إلى الله . ثمَّ ودَّعته وخرجت، فقال [لي:، يا بني، ما سمعت قط إنسانًا يسأل عن [هذا، أو] مثل هذا! اتبع المرأة وانظر أين تدخل، [قال:] فتبعتُها، فدخلَتْ بيتَ وبشرٍ [الحافي]، وإذا هي أختُه، [قال:] فرجعتُ وأخبرته، فقال: [محالٌ أن] تكون مثلُ هذه إلَّا أخت بشر.

[ولم يذكر في هذه الرواية اسم المرأة، قال: وكانت مخَّة من بينَ أخوات بشر، تقصد أحمد، وتسأله عن الورع، وكان أحمد يعجبه مسائلها.

وقال أبو عبد الرَّحمن السُّلمي: كان بشرٌ يقول:] (٦) تعلمت الورع من أختي زبدة، وما كانت تأكلُ شيئًا لمخلوقٍ فيه تصنع (٧).


(١) المنتظم ١١/ ١١٠.
(٢) انظر ذكر النسوة المتعبدات للسلمي ص ٨٨، وذكر فيه زبدة ومضغة.
(٣) ما بين حاصرتين من (ب)، وفي (خ) و (ف): والثلاث كن زاهدات ورعات، وقال عبد الله ابن الإمام أحمد.
(٤) ما بين حاصرتين من تاريخ بغداد ١٦/ ٦٢٤.
(٥) بعدها في (ب): ربما يطفئ!؟
(٦) ما بين حاصرتين من (ب)، وفي (خ) و (ف): وقال بشر.
(٧) في تاريخ بغداد ١٦/ ٦٢٥: صنع.