للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان قد تابَ قبل موته، وكسرَ الملاهي، وعمَّر الرُّبُط بخراسان، ووقفَ الأوقافَ، وتصدَّقَ بالأموال الجليلة، وبعث إلى الحرمين بمالٍ عظيم واستفكَّ أُسارى بألفي ألف درهم.

ومرضَ ثلاثة أيام، وزعمَ قومٌ أنَّه مات بالشام، وهو وهمٌ، فإنَّ الرِّواياتِ مجمعةٌ على أنَّه ماتَ بنيسابور ليلةَ الجمعة بعد أشناس بسبعةِ أيَّام، وعمرهُ سبع أو ثمان وأربعون سنة، وكان خراجُ المواضع التي تحت يده يومَ مات ثمانيةٌ وأربعونَ ألفَ ألف درهم، وكان ينفقُ أضعافَ هذه على أبواب البرِّ والعلماءِ والقُصَّاد والشعراء.

وكان ولده محمد من الأجواد، توفي ببغداد (١) سنةَ سبعٍ وعشرينَ ومئتين، وصلَّى عليه المعتصم [في دار محمد] (٢).

وكان خليفة عبد الله ببغداد وسُرَّ من رأى وكور دجلة إسحاقُ بن إبراهيم المصعبي.

ورثاهُ جماعةٌ منهمُ الحسنُ بن وهب، ومحمد بن عبد الملك الزيات، وهو القائل: [من الكامل]

هيهاتَ أن يأتي الزمان بمثله … إنَّ الزمانَ بمثله لبخيلُ (٣)

أسند عبدُ الله عن أخيه وأبيه (٤)، وجعفر بن يحيى بن خالد، والمأمون، ووكيع بن الجرَّاح، وغيرهم، وروى عنه يحيى بن خلَّاد (٥)، وإسحاق بن إبراهيم الحنظليّ، ونصر بن زياد القاضي في آخرين.

وفي الرواة جماعةٌ منهم


(١) في (ب): وكان له ولدٌ ببغداد، اسمه محمد بن عبد الله بن طاهر توفي ببغداد ....
(٢) ما بين حاصرتين من (ب)، وبعدها فيها: وكان من الأجواد. انتهت ترجمة عبد الله بن طاهر، والحمد لله رب العالمين، السنة الحادية والثلاثون بعد المئتين.
(٣) في تاريخ دمشق ٩/ ٤٤٥ (مخطوط) أن الَّذي قال هذا البيت لما بلغه موت عبد الله هو محمد بن عبد الله بن منصور. والبيت لأبي تمام. انظر ديوانه ٤/ ١٠٢.
(٤) في تاريخ دمشق ٩/ ٤٤١: وحدَّث عن ابنه.
(٥) في (خ) و (ف): حماد. والمثبت من تاريخ دمشق.