للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأموتنَّ في حديدي هذا حتَّى يأتيَ من بعدي قومٌ يرونَ أنَّه قد ماتَ في هذا الشأن قوم في حديدهم، ولئن أُدخِلتُ إليه لأصدقنَّه، يعني الواثق.

فأودع السجن بسرَّ من رأى (١)، وكان قد حُمِلَ من مصر، فماتَ في الحبس في رجب، ودُفِن بحديده.

وقيل: تأخرت وفاته إلى سنة اثنتين وثلاثين (٢)، وهو وهم.

أخذ العلمَ عن الشافعيِّ رحمة الله عليه وغيره، وجمعَ بين العلم والتقوى، والسُّنَّةِ والعبادة، وروى عنه الأئمَّة.

وقال الربيع بن سليمان: كتبَ إليَّ من السجن: إنَّه ليأتي عليَّ أوقاتٌ لا أحسُّ بالحديد حتَّى تمسَّه يدي، فأحسن خُلُقَكَ مع أهلك (٣)، واستوصِ بالغرباء خيرًا؛ فكثيرًا ما كُنْتُ أسمعُ الشافعيَّ يقول (٤): [من الطويل]

أهينُ لهم نفسي لكي يكرمونَها … ولا تُكْرَمُ النفس التي لا تُهينُها (٥)

* * *


(١) في تاريخ بغداد ١٦/ ٤٤٤، وتهذيب الكمال ٣٢/ ٤٧٣، ٤٧٥ وغيرها أنَّه سجن ببغداد.
(٢) في (خ) و (ف): اثنين وثمانين. وهو تحريف. انظر تاريخ بغداد ١٦/ ٤٤٤.
(٣) في تاريخ بغداد ١٦/ ٤٤٣: مع أهل حلقتك.
(٤) يعني متمثِّلًا، كما في تاريخ بغداد ١٦/ ٤٤٣.
(٥) من قوله: وفيها فادى الواثقُ أسارى المسلمين … إلى هنا. ليس في (ب).