للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو سليمان الخطَّابي: "الصَّعْقُ": الموتُ، والأصح أنه مثل الغشي، وقوله : "لا تخيّروا" منسوخٌ بقوله: "أنا سيّد ولد آدم ولا فخر" (١).

و"الباطشُ": الآخذ، وإنما يأخذ موسى بساق العرش قبل الناس لأنه في صورة غريم يطلب الدين من غير مماطل ﴿فَسَوْفَ تَرَانِي﴾ ومعنى الحديث: أنه صُعقَ مرةً فلا يحتاج إلى أخرى.

وفي مسلم عن أنس عن النبي قال: "مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بي على مُوسى قائمًا يُصَلِّي في قَبْرِهِ" (٢).

وأخرج مسلم عن جابر قال: قال رسول الله : "عُرِضَ عَلَيَّ الأنبياءُ فإذا موسى ضَرْبٌ من الرِّجَالِ كأنَّهُ مِنْ رجالِ شَنوءَةَ، وذكَر عيسى ابنَ مريمَ" (٣).

والضَّرب: الخفيف اللحم، ورجال شَنُوءة كانوا طِوالًا، ويقال: أزد شَنُوءَة، وقد تقدم هذا وأخرجه أحمد (٤).

وأما إسناد مسلم، فقال مسلم بإسناده عن جابر بن عبد الله، وذكره، وفيه: "ورَأَيتُ إبراهيمَ وأقربُ مَن رأيت به شبهًا صاحِبُكم، ورأيتُ عيسى وإذا أقربُ مَن رأيتُ به شَبَهًا عروةُ بن مسعودٍ" (٥).

فإن قيل: فهل تعرفون في المُحَدِّثين من اسمه موسى بن عمران؟ فالجواب: جماعة، منهم: موسى بن عمران أبو عِمْران السُّلَمي، حدَّث بدمشق عن أبيه وروى عنه جمح بن القاسم، ومنهم موسى بن عمران بن موسى بن هلال، سمع مَكْحُولًا البيروتي وأبا الحسن بن جَوْصا، وأباه وغيرهم، وكانت وفاته بسَلَمَاس في سنة ثمانين وثلاث مئة (٦).

* * *


(١) أخرجه أحمد في "مسنده" (١٠٩٨٧).
(٢) أخرجه مسلم (٢٣٧٥).
(٣) أخرجه مسلم (١٦٧)، وهو عند البخاري من حديث أبي هريرة (٣٣٩٤).
(٤) أخرجه أحمد في "مسنده" (١٤٦٢٩).
(٥) أخرجه مسلم (١٦٧).
(٦) تاريخ دمشق ١٧/ ٣٩٤ (مخطوط).