للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول: جاءت امرأة فسألت حاتمًا عن مسألة] (١) فاتَّفق أنَّه خرجَ منها في تلك الحال صوتٌ، فخجلت، فقال [لها حاتم:] ارفعي صوتَك، فأراها من نفسه أنَّه أصم، [فسرَّت المرأة بذلك، وقالت: إنه لم يسمع الصوت،] فغلب عليه الأصم (٢)، [ولم يكن به صممٌ.]

وكان [حاتم] من قدماء مشايخ خراسان [المفلحين]، صحب شقيقًا البلخي وانتفع به.

[وقد ذكره الأئمة؛ أبو نُعَيم الحافظ، والقُشَيريّ، وابنُ خميس في "المناقب"، والخطيبُ، والسُّلَميُّ، وغيرهم.

ذكر طرف من أخباره:

قال الخطيب بإسناده عن عليِّ بن الموفَّق قال: سمعت حاتمًا يقول:] (٣) لقينا التُّرك، وكان بيننا جولةٌ، فرماني تركيٌّ بوَهَق (٤)، فقلبني عن فرسي، ونزل عن دابته، فقعد على صدري [ليذبحني]، وأخذَ بلحيتي، وأخرج سكينًا من خُفِّه، ولم يبق إلا أن يذبحني، فَوَحَقِّ سيِّدي ما كان قلبي عنده ولا عند سكِّينه، وإنَّما كان قلبي عند سيِّدي، أنظر ماذا يَنْزِلُ به القضاءُ منه، فقلت: سيدي، قضيتَ علي أن يذبحَني هذا، فعلى الرأس والعين، إنَّما أنا لك وملكك، فبينا أنا أخاطبُ سيِّدي، والتركيُّ قاعدٌ على صدري، آخذٌ بلحيتي، إذ رماه بعضُ المسلمين بسهمٍ، فما أخطأَ حلقَه، فسقطَ عنِّي، فقمتُ إليه، فأخذتُ السكِّين من يده وذبحتُه، فما هو إلا أن تكونَ قلوبكُم عند السيِّد حتَّى تروا من عجائب لُطفه ما لم تروه من الآباء والأمهات (٥).

و [روى الخطيب عنه أنَّه] قال: لي أربع نسوة وتسعةُ أولاد، ما طمعَ الشيطانُ أن يُوسوسَ لي في شيءٍ من أرزاقهم (٦).


(١) ما بين حاصرتين من (ب). وفي (خ) و (ف): ويعرف بالأصم وسببه أن امرأة سألته مسألة.
(٢) تاريخ بغداد ٩/ ١٥٢. وما بين حاصرتين من (ب).
(٣) ما بين حاصرتين من (ب)، ومكانها في (خ) و (ف): وقال حاتم.
(٤) الوهق: الحبل يرمى به في أنشوطةٍ، فتؤخذ به الدابة والإنسان. القاموس المحيط (وهق).
(٥) تاريخ بغداد ٩/ ١٥٢ - ١٥٣.
(٦) تاريخ بغداد ٩/ ١٥٢.