للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا زال ما بكَ دائمًا متزايدًا (١) … وفجعتَ قبل الموتِ بالأولاد (٢)

* * *

فقل (٣) للفاخرينَ على نزارٍ … وهم في الأرضِ ساداتُ العبادِ

رسولُ الله والخلفاءُ منَّا … ونبرأ من دعيّ بني إياد

وما منَّا إيادٌ إذ أقرَّت … بدعوة أحمدَ بنِ أبي دؤاد

* * *

إلى (٤) كم تجعلُ الأعرابَ طُرًّا … ذوي الأرحام منك بكلّ وادي

فأُقْسِمُ أنَّ رحمَك من إياد … كرحم بني أميَّةَ من زيادِ

وبلغه قوله فقال: ما بلغَ أحدٌ مني مثل ما بلغَ هذا الغلام (٥)، ولولا أنِّي أكرهُ أن أنبِّه عليه لعاقبتُه عقابًا لم يعاقَبْ أحدٌ بمثلِه، جاء إلى منقبة في فنقضَها عروةً عروة (٦). وكان أحمد يُنْسَبُ إلى إياد.

ذكر أقوال العلماء فيه:

[حكى الخطيب والحافظ ابن عساكر في تاريخهما قال:] سئل الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله عليه عنه فقال: كافرٌ بالله العظيم، قال الله : ﴿بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ﴾ [البقرة: ١٢٠] والقرآنُ من علم الله، فمن قال: إنَّه مخلوقٌ فقد كفر (٧).

[وحكى الخطيب أيضًا عن عبد العزيز بن يحيى المكي قال:] (٨) دخلت عليه وهو


(١) في المصادر: لا زال فالجك الذي بك دائبًا.
(٢) تاريخ بغداد ٥/ ٢٥٠ - ٢٥١، وفي الأغاني ١٠/ ٢٢٩ منها الأبيات ٣، ٢، ٦، ٧، ٨ ونسبها أبو الفرج لعلي ابن الجهم.
(٣) الأبيات الثلاثة التالية من قطعة أخرى في هجاء ابن أبي دؤاد من البحر الوافر، نسبها الخطيب في تاريخ بغداد ٥/ ٢٣٦ لأبي هفان المهزمي. وانظر الطبقات السنية ١/ ٣٠٧.
(٤) البيتان التاليان -من الوافر- من قطعة أخرى في هجاء ابن أبي دؤاد، وهي في تاريخ بغداد ٢/ ١٣١ (ترجمة محمد بن أحمد بن أبي دؤاد) دون نسبة.
(٥) في (ف): الكلام.
(٦) قول ابن أبي دؤاد هذا قاله عقب أبيات أبي هفان المهزمي. انظر تاريخ بغداد ٥/ ٢٣٦.
(٧) تاريخ بغداد ٥/ ٢٤٨.
(٨) ما بين حاصرتين من (ب)، وفي (خ) و (ف): وقال عبد العزيز بن يحيى المكي.