للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خلف النبيَّ محمدًا بعد الأُلى … كانوا الخلائفَ بعدهُ فاستهلكوا (١)

قال: وكان أحمد إذا حضرَ عند ابن عُلَيَّةَ قدَّمه فيصلِّي به. قال: وضحك يومًا رجل عند ابن عليَّة فقال له: ويحكَ، تضحكُ وعندي أحمد بن حنبل؟! لا أمَّ لك.

وقال عليُّ بن خشرم: سُئِلَ بشر الحافي عن أحمد فقال: مثلي يُسألُ عن أحمد، إنَّما أحمدُ يُسألُ عني، حفظَه الله من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه و [عن] شماله.

قال: وقال أبو حاتم الرازيّ: إذا رأيتُم الرجلَ يحبُّ أحمد [بن حنبل]، فاعلموا أنَّه صاحبُ سنة.

ذكر حجاته:

[قد ذكرنا عن ابن عساكر عن أحمد أنه قال: خرجت إلى سفيان بن عينية في سنة سبع وثمانين ومئة إلى مكة، فَقَدِمناها وقد مات الفضيل بن عياض، قال: وهي أول سنةٍ حججتُ فيها، وأقمت بمكَّة سنة (سبع وتسعين، وخرجنا سنة ثمان وتسعين وأقمت سنة) (٢) تسعٍ وتسعين ومئة عند عبد الرزاق، قال: و] (٣) حججتُ خمس حجج، منها ثلاث راجلًا، أنفقتُ في إحداهنَّ ثلاثين درهمًا، وفي رواية: عشرين درهمًا.

[وحكى ابنُ عساكر قال: كان أحمد بن حنبل امتحن هو وابن نوح، وحُبِسَا بصور (٤).

وهو وهم، وما امتحن أحمد إلا ببغداد وسرَّ من رأى والرقَّة. وقد ذكرناه.

وقال ابن عساكر: وقد اجتاز أحمدُ بدمشق وأعمالها] (٥).

ذكر مسانيده:

طافَ الدُّنيا، ورَوى عن خلقٍ كثير، منهم الوليد بن مسلم، وسفيان بن عُيينة، وهُشيم بن بشير، وإسماعيل بن عُلَيَّة، ويحيى بن سعيد القطَّان، وعبد الرحمن بن مَهْدي، وإبراهيم بن سَعد الزُّهري، ووَكيع بن الجرَّاح، وأبو معاوية الضرير، وعبد


(١) تاريخ دمشق ٢/ ١٥٥، ومن قوله: وقال ابن أعين … إلى هنا ليس في (ب).
(٢) ما بين قوسين من تاريخ دمشق ٢/ ١٢٧.
(٣) ما بين حاصرتين من (ب). وفي (خ) و (ف): قال الإمام أحمد رحمة الله عليه: حججت …
(٤) كذا في (ب)، وما بين حاصرتين منها. ولعلها: بطرسوس. انظر مناقب الإمام أحمد ص ٣٩٢.
(٥) تاريخ دمشق ٢/ ١٢١.