للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

له: وما يُدريك؟ قال: ذاكرتُه فأخذتُ عليه الأبواب (١).

وقال إبراهيم الحربي وقد سئل: أيُّما كان الشافعيّ أعرف بالحديث أو أحمد؟ فقال: بينهما كما بين المسندين (٢).

ذكر نبذة من كلامه رحمة الله عليه:

[حكى أبو نُعَيم عنه أنَّه] كان يقولُ في دبر كلِّ صلاة: اللهمَّ كمَا صُنت وجهي عن السجود لغيرك، فصنه عن ذلِّ السؤال لغيرك (٣).

وقال عبد الله ابن الإمام أحمد (٤) رحمة الله عليهما: سُئل أبي عن التوكُّل، فقال: هو قَطْعُ الاستشراف بالأياس من الخلق، قيل له: فما الشاهد؟ قال: قصَّة الخليل لما عارضه جبريل []، وقد رُمي من كفَّة المنجنيق، فقال له: ألك حاجة؟ قال: أمَّا إليك فلا، قال: فسل ربك، قال: علمُه بحالي يغنيني عن سؤالي (٥) (٦).

قال المصنِّفُ : نُبَذُه كثيرةٌ، وإنما اقتصرنَا هاهنا على هذه النبذة، فرحمة الله على أئمَّة الإسلام، فلقد دأبوا في تحصيلِ الآداب، وشيدوا قواعدَ الإسلام؛ طلبًا للثواب، وعمروا قصورَ العلوم، فزينت القباب، ولله درُّ القائل، فلقد سَرَتْ بقوله الركاب: [من البسيط]


= ابن حنبل، كأن الله قد جمع له علم الأولين والآخرين …
(١) قوله: وحكى أيضًا عن عبد الله بن أحمد أنه قال … هذا القول أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٦/ ١٠٠ بإسناده إلى عبد الله بن أحمد عن أبي زرعة الرازي كما قدمت في التعليق السالف. وما بين حاصرتين من (ب).
(٢) من قوله: وقال إبراهيم … إلى هنا ليس في (ب).
(٣) حلية الأولياء ٩/ ٢٣٣.
(٤) الخبر في مناقب الإمام أحمد ص ٢٥٧، وتاريخ دمشق ٢/ ١٤٧ لكن عن أبي يوسف يعقوب بن إسحاق لا عن عبد الله بن أحمد.
(٥) في مناقب الإمام أحمد وتاريخ دمشق: فقال: أحب الأمرين إليَّ أحبهما إليه.
وقوله: علمه بحالي يغنيني عن سؤالي، قال ابن تيمية: موضوع. تنزيه الشريعة ١/ ١٥٠.
(٦) بعدها في (ب): انتهت ترجمة أحمد بن حنبل، والحمد لله وحده. السنة الثانية والأربعون.