للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دخل مروان بن أبي الجنوب عليه فأنشده قصيدته التي يقول فيها: [من الطويل]

سلامٌ على جُمْلٍ وهيهاتَ من جُمْلِ … ويا حبَّذا جُمْلٌ وإن صرمَتْ حبلِي

أبوكم عليٌّ كان أفضلَ منكم … أباه ذوُو الشورى وكانوا ذَوي عدلِ

وساءَ رسولَ الله إذ ساءَ بنتَه … بخطبتِه بنتَ اللعين أبي جهلِ

أراد علي بنتِ النبيِّ تزوُّجًا … ببنتِ عدوِّ الله يا لَكَ من فعلِ

فذمَّ رسول الله صهرَ أبيكُم … على منبر بالمنطق الصادق الفصل

وحكَّم فيها حاكمين أبوكُمُ … هما خلعاهُ حذوَ ذي النعلِ بالنعلِ (١)

وقد باعَها من بعده الحسنُ ابنُه … فقد أبطلَا دعواكما الرثَّةَ الحبلِ

وخلَّيتموها وهي في غير (٢) أهلها … وطالبتموها حين صارتْ إلى أهلِ

فأعطاه مئة ألف درهم.

وقال في المعنى: [من مجزوء الكامل]

لكمُ تراثُ محمدٍ … وبعدلكم تُنْفَى الظُّلَامهْ

يرجو التُّراثَ بنو البنا … تِ ومالهم فيه قُلَامَهْ

والصهرُ ليس بوارثٍ … والبنتُ لا ترثُ الإمامَهْ

ما للذين تَنحَّلُوا … ميراثَكم إلَّا الندامَه

أخذَ الوراثةَ أهلُها … فعلامَ لومُكم علامَهْ

لو كان حقُّكُم لها … قامتْ على القومِ القيامَهْ

ليس التراثُ لغيركم … لا والإلهِ ولا كرامه

أصبحتُ بين حبِّكم … والمبغضينَ لكم علامَهْ

فخلعَ عليه المتوكِّلُ أربعَ خلع، وأعطاه ألفَ دينار (٣)، وعشرة آلاف درهم، وولَّاه البحرين واليمامة.

وكان مروان أنشد المتوكل لما ولَّى ولاةَ العهد: [من الطويل]


(١) في الأغاني ٢٣/ ٢٠٦: خلع ذي النعل للنعل.
(٢) في (خ): عقر. وفي (ف): عصر. والمثبت من الأغاني.
(٣) في تاريخ الطبري ٩/ ٢٣١ - والأبيات فيه-: ثلاثة آلاف دينار.