للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البارد، ثمَّ أخرجُوه، فسقوه الماء والثلج فمات. [والثاني] (١) أنهم نزعوا أصابعَ يديه ورجليه ثمَّ خنقوه، [والثالث] (٢) أنَّهم أدخلُوه سردابًا مجصَّصًا بجصٍّ جديد (٣)، فاختنق، ولم يعذَّب خليفةٌ ما عذِّب على صغرِ سنه.

وكانت وفاته يوم السبت لستٍّ خلون من شعبان، وقيل: لليلتين خلتا منه (٤).

[وذكره جدِّي في "التلقيح" وقال: مات المعتز بمكروهٍ نالهُ في] اليوم الثاني من رمضان، [وقيل: في غُرَّة شعبان،] وكانت ولايتُه ثلاثَ سنين وستَّة أشهر وثلاثة وعشرين يومًا (٥)، و [كان سنُّه يوم قتل أربعةً وعشرين سنة (٦)؛ لأنَّه ولد في رمضان سنة اثنتين وثلاثين ومئتين قبل خلافة أبيه المتوكِّل بثلاثة أشهر وعشرة أيَّام]، وأخرجوه ميتًا، وأحضروا القضاة والشهود، فشهدُوا أنَّه لا أثرَ به، ودُفِن إلى جانب أخيه المنتصر في ناحية قصر الصوامع، [فقال الخطيب: كان ابن ثلاث وعشرين سنة، وقال ابن أبي الدنيا: دفن] (٧) بمكان يقال له: السَّمَيدَع [عند أخيه المنتصر].

وكان أبيض جميلًا على خدِّه الأيسر خالٌ أسود، وصلى عليه [محمد بن الواثق الملقب] المهتدي، ونقشُ خاتمه: المعتزُّ بالله، وهو ثالثُ خليفة خُلِعَ من بني العباس، ورابعُ خليفة قتل منهم.

[وقال الصوليّ: ولمَّا قتلَه صالح بن وصيف ظفر بأمَّه قبيحة، فأخذَ أموالها وذخائرها، وركبَ منها الفاحشة، ونفاها إلى مكَّة، فكانت تتعلَّق بأستار الكعبة،


(١) ما بين حاصرتين من (ب). وفي (خ) و (ف): وقيل.
(٢) ما بين حاصرتين من (ب). وفي (خ) و (ف): وقيل.
(٣) كذا في النسخ والوافي بالوفيات ٢/ ٢٩٢ - نقلًا عن المرآة- وفي تاريخ الطبري ٩/ ٣٩٠ أنهم جصَّصوا سردابًا بالجص الثخين. . .
(٤) بعدها في (خ) و (ف): وقيل في غرته. وقوله: لليلتين خلتا منه. ليس في (ب).
(٥) في تلقيح فهوم أهل الأثر ص ٩١: وثلاثة عشر يومًا.
وما ذكره ابن الجوزي هو بالنظر إلى البيعة العامة له، أمَّا بالنظر إلى البيعة الأولى بسامرَّاء، فمدَّةُ خلافته أربعُ سنين وستة أشهر وثلائة وعشرون يومًا. انظر تاريخ الطبري ٩/ ٣٩٠.
(٦) في (خ) و (ف): وسنُّه يوم قتل أربع وعشرون سنة، وقيل ثلاثة وعشرون سنة. وما بين حاصرتين من (ب).
(٧) ما بين حاصرتين من (ب). وفي (خ) و (ف): وقيل. وانظر تاريخ بغداد ٢/ ٤٩٢.