للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر بيعته:]

وبويع يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلةٍ بقيت من رجب [في هذه السنة]، في اليوم الذي توفِّي فيه المهتدي (١)، وهو ابن عمِّه لحًّا، وكان له يوم وليَ خمسٌ وعشرون سنة وشهورًا.

وقيل: إنَّ المهتدي قُتِلَ بعد بيعة المعتمد بيومين في يوم الخميس (٢).

ودخل موسى بنُ بُغَا سامراء يوم السبت لعشرٍ بقين من رجب، فسلم على المعتمد، فخلع عليه، وسكن الناس وخمدت [الفتنة] (٣).

وكان المعتمدُ [بن فتيان] محبوسًا بالجَوْسق، فأخرجوه وبايعوه (٤).

ولمَّا هلك المهتدي، طلب الأتراك أبا نصر محمد بن بغا أخا موسى، وهم يظنونه حيًّا، وكان المهتدي [قد] قتله يوم قتل باكباك، فدُلُّوا عليه في القصر، فنبشوه، [وأخرجوه] مذبوحًا، وحملوه إلى أهلِه، وكَسرتِ الأتراكُ على قبره ألف ألف سيف (٥)، وهذه عادتهم، وحُمِلت جثَّة باكباك فدفنت، [وسنذكر مقتل المهتدي في ترجمته] (٦).

وحَبس المعتمدُ أولادَ المهتدي ببغداد، وضيَّقَ عليهم، وكان أكثرهم مرضى مقلِّين، فجعلُوا يبكون من الجوع، فبلغ خبرُهم إسماعيلَ بن إبراهيم نقيب العباسيين، فبعثَ إليهم بطعام، وكان يتفقَّدُهم، ولمَّا ولي المعتمدُ ولَّى أخاهُ طلحةَ الموفق العهد، وولَّاه المشرق، وجعلَ المعتمدُ ابنَه جعفرًا وليَّ عهده، وولاه المغرب، ولقبه المفوِّض إلى الله، وانهمك المعتمدُ في لهوه ولذَّاته، واشتغلَ عن الرعية، فكرهه الناس، ومالوا إلى أخيه طلحة (٧).


(١) انظر المنتظم ١٢/ ١٠٢ - ١٠٣.
(٢) انظر تاريخ الطبري ٩/ ٤٦٧ - ٤٦٨.
(٣) تاريخ الطبري ٩/ ٤٦٢.
(٤) تاريخ الطبري ٩/ ٤٦٧.
(٥) كذا في (خ) و (ف). وفي (ب): ألف قوس، وفي تاريخ الطبري ٩/ ٤٦٩: ألف سيف.
(٦) ما بين حاصرتين من (ب). ولم ترد فيها ترجمة المهتدي.
(٧) من قوله: ولما ولي المعتمد. . . إلى هنا ليس في (ب).