للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البلد سبعة آلاف دينار (١).

[وروى الخطيب بإسناده عن محمد بن أحمد الصرَّام قال:] دخلَ يحيى [بن معاذ] على علويٍّ [ببلخ -أو بالرَّيّ-] زائرًا له ومسلِّمًا عليه، فقال له العلويّ: أيَّد الله الأستاذ، ما تقولُ فينَا أهلَ البيت؟ فقال: ما أقولُ في طين عُجِنَ بماء الوحي، وغُرِس فيه شَجرُ (٢) النبوَّة، وسُقِي بماء الرسالة، فهل يفوح منه إلَّا مسكُ الهدى وعنبر التُّقى؟! فحشَا العلويّ فاهُ بالدرّ.

وفي رواية: ما أقولُ في طينةٍ غُرِست بماء الجلالة، وخمِّرَت في إناءِ الرسالة، وسُقِيت بماء الوحي، فهل تثمرُ إلَّا مسك النُّسُك، وعنبرَ الجلال.

ثمَّ زار العلويّ من الغد يحيى [بن معاذ]، فقال يحيى: إن زرتَنا فبفضلك، كان زرناك فلفضلك، فلك الفضلُ زائرًا ومَزورًا.

[وقال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري بإسناده عن محمد بن جعفر بن علكان يقول:] (٣) من خانَ الله في السرِّ هتكَ الله سترَه في العلانية.

[وحكى أبو نُعيم الأصفهاني عن يحيى أنه قال:] لا تستبطئ الإجابةَ إذا دعوت، وقد سددتَ طريقَها بالذُّنوب (٤).

[قال:] وقال: لو سمع الخلقُ صوتَ النياحةِ على الدنيا في الغيب من ألسنة الفناء، لتساقطت القلوب حزنًا، ولو رأت العقول بعين الحقائق نزهةَ الملكوت، لذابت النفوس شوقًا، ولو أدركت القلوب كنهَ المحبَّة لخالقها، لانخلعت مفاصلُها [فَرَقًا]، ولطارت الأرواحُ دَهشًا (٥).

وقال: الليلُ طويلٌ، فلا تقصِّره بمنامك، والنهارُ نقيّ، فلا تدنِّسهُ بآثامِك.


(١) المنتظم ١٢/ ١٤٨، ١٤٩، وما سلف بين حاصرتين من (ب).
(٢) في (خ) و (ت): وغرس في شجرة، والمثبت من (ب). وانظر تاريخ بغداد ١٦/ ٣٠٩.
(٣) ما بين حاصرتين من (ب). وفي (خ) و (ف): وقال.
(٤) حلية الأولياء ١٠/ ٥٣.
(٥) انظر حلية الأولياء ١٠/ ٥٣، وصفة الصفوة ٤/ ٩٤.