للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الوزيرُ المعاونُ الظَّلَمَهْ … الأخرسُ اللَّفْظِ مُشْبِهُ الرَّخَمهْ (١)

وقد شكونا ذهابَ نُصرتِنَا … إن ذهبتْ نصرةُ الغريب فَمَهْ

إنْ ذهبتْ زال ملكُ بني العبَّاس أهلِ الفَخَار والعَظَمهْ

كَلْمة سُوءٍ زلَّ اللِّسانُ بها … ورُبَّ حَتْفٍ تسوقُه كَلِمهْ

هانَتْ عليه دماءُ سادَتِنا … أسأل ربِّي بما جناه دَمَهْ

وبلغ أبا يعلى كاتبَه فقال: والله لا يُفنه من الدنيا، فقال العدويُّ: أمَّا من الدُّنيا فلا يلي من سُرَّ مَنْ رأى فنعم، ثمَّ قال فيه: [من الخفيف]

نعمةُ الله لا تُعاب ولكنْ … رُبَّما استُقْبِحَتْ على أقوامِ

لا يليقُ الغِنى بوجه أبي يَعْـ … ــلى ولا نورُ بَهْجَةِ الإِسلامِ

وَسِخُ الثَّوبِ والقَلانسِ والبِرْ … ذَون والوَجْهِ والقَفَا والغُلام

لا تمسُّوا أقلامَه فتمسُّوا … من دماء الحُسين في الأَقلام (٢)

ومعناه أنَّهم لما أتَوا برأس الحسين إلى ابنِ زياد، طلب من يقوِّره، فلم يتجاسرْ عليه أحدٌ، فقام طارقُ بنُ المبارك فقوَّره على ما أراد ابنُ زياد (٣)، وأبو يعلى من ولد طارق. وكان عبيد (٤) الله مشغولًا بالوزارة ليس عنده أدبٌ ولا رواية، وابنُه موسى صاحبُ القصيدة الخاقانيَّةِ في تجويد القراءة وهي مشهورة.

ذكر وفاته:

[قال الصُّولي:] دخل عبيدُ الله ميدانًا في داره يوم الجمعة لعشرٍ خلون من ذي القعدة [في سنة ثلاث وستين ومئتين] على ثلاث ساعات ليضرب بالصَّوالِجَة، فصدمه خادمُه رَشيق، فسقط من دابَّته فلم يَنْطق بحرف، وجرى من أذنيه دمٌ كثير، وبلغ الموفَّق فجاء مُبادرًا، فوضع رأسَه على فخذِه، وكلَّمه فلم يتكلَّم، فقال ابنُ راسبة (٥) [الطبيبُ] طبيبُ


(١) الرَّخَمة: طائر أبقع على شكل النَّشر خلقةً، إلا أنه مبَقَّع بسواد وبياض. اللسان (رخم). ويضرب بها المثل بأنها ألأمُ طير وأقذرها طعمًا؛ لأنها تأكل العذرة، يقال أموقُ من الرَّخمة. "مجمع الأمثال" ٢/ ٣٢٣.
(٢) ذكر هذه الأبيات العكبري في شرح ديوان المتنبي ٢/ ٣٧٠، وابن المعتز في "طبقات الشعراء" ص ٤١٧، والصفدي في "الوافي بالوفيات" ٢٢/ ٤١٠ - ٤١١. دون ذكر البيت الأخير.
(٣) ذكر هذا الخبر القرطبيُّ في "التذكرة" ص ٥٦٧.
(٤) في (خ) و (ف): عبد، وهو خطأ.
(٥) في (ب) و (ف): راشته.