كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان

السنة الرابعة والستون بعد المئتين - أبو زرعة الرازي - ج: 16 - ص: 24

وكان أبو زُرعة يدعو للإمام أحمدَ بنِ حنبل رحمة الله عليه، ويقول: إنِّي لأكون في شدَّة، وأسأل الله ببركات أبي عبد الله؛ فيرفعها عنِّي وعن أهل بلدي.

وقال (١): اِلتقاني رجلٌ فقال: ليكوننَّ لك شأنٌ من الشأن، فلا تقربنَّ أبوابَ هؤلاء -يعني الأمراءَ-[قال]: فخُيِّل إليِّ أنَّه الخَضِرُ، فقبلتُ وصيَّته.

[ذكر وفاته:]

قال الخطيب بإسناده إلى أبي جعفر التُّسْتري: حضَرْنَا (٢) أبا زُرعة وكان في السَّوْق وعنده أبو حاتم، ومحمَّد بنُ مُسلم بنُ وارة، والمنذر بنُ شاذان، وجماعةٌ من العلماء، فذكروا حديث التَّلْقين، وقولَه ﷺ: "لقِّنوا موتاكم لا إله إلا الله" (٣) فاستحيَوا من أبي زُرعة، وهابوا (٤) أن يلقِّنوه، فقالوا: [تعالوا] (٥) نذكر الحديث، فقال محمد بن مسلم بن وارة: حدَّثنا الضَّحَّاك بن مخلد، عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح، ولم يجاوز، والباقون سكوت، فقال أبو زُرعة وهو في السَّوق: حدَّثنا بُندار، حدَّثنا أبو عاصم، حدَّثنا عبدُ الحميد بنُ جعفر، عن صالح بن أبي عَريب، عن كثير بن مُرَّة الحَضْرمي، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسولُ الله ﷺ: "من كان آخرُ كلامه لا إله إلا الله دخلَ الجنَّةَ" (٦)، وتوفِّي ﵀.

[وقال الخطيب: توفي] بالرَّيِّ يوم الاثنين سَلْخ ذي الحجَّة وقد بلغ أربعًا وستين سنة (٧).

[ذكر ما رُئيَ له من المنامات:]

روى الخطيب بإسناده إلى أحمدَ (٨) بنِ محمد المُرادي [قال:] رأيتُ أبا زُرْعَة [في

---

(١) في (ب): وحكى ابن باكويه عنه قال: …
(٢) في (خ) و (ف): وقال أبو جعفر التستري: حضرنا … ، والمثبت من (ب) والكلام في "تاريخ بغداد" ١٢/ ٤٥.
(٣) أخرجه مسلم (٩١٦) من حديث أي سعيد الخدري، و (٩١٧) من حديث أبي هريرة ﵁، والسَّوق: الاحتضار.
(٤) في (خ) و (ف): وتهابوا، والمثبت من (ب) وهو الموافق لما في "تاريخ بغداد" ١٢/ ٤٥.
(٥) ما بين معكوفين من (ب)، وهو الموافق لما في "تاريخ بغداد".
(٦) أخرجه أحمد (٢٢٠٣٤)، وأبو داود (٣١١٦).
(٧) "تاريخ بغداد" ١٢/ ٤٦، وما سلف بين معكوفين من (ب).
(٨) في (خ) و (ف): وقال أحمد … ، والمثبت من (ب)، وما بين معكوفين منها، والكلام في "تاريخ بغداد" ١٢/ ٤٧.