فخرجنا إليها، فصلَّينا أربعين ألف ركعة، وزُرنا قبرَ سليمان وحُذيفة، وانصرفنا.
وكان أبو أحمد مُجَرَّدًا من الدُّنيا، مُلازِمًا للمساجد والصَّحارى ليس له منزل، وكان يَصحبه غلام اسمُه محمد بن يعقوب المالكي، وكان حَدَثَ السِّنّ، فقال لأبي أحمد: أحبُّ أن أتزوَّج، فأمر مَن خطب له ابنةَ رجل من أعيان النَّاس، فأجاب، فلمَّا حضر جماعة بسبب العقد قال محمد بن يعقوب: قد بدا لي من التَّزويج، فغضب أبو أحمد وقال: تَخطب إلى رجلٍ كَريمتَه فيُجيب، ثمَّ تمتنع؟ والله لا يتزوَّجها غيري، فقام أبوها فقبَّل رأسه، فقال: ما كنتُ أظنُّ أنَّ قَدْري عند الله أن أُصاهِرك، ولا قدْرَ ابنتي أن تكون أنت زوجَها.
وقيل: إنَّه مات سنة سبعين، خرج حاجًّا، فلمَّا قضى نُسُكَه توفِّي، فدُفن بأَجْياد عند الهدف، ﵀.