للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السلام: "المسلم من سَلِم المسلمون من لسانه ويده" (١).

[وقال الخطيب: كان يقول: الشهوة الخفيَّة حبُّ الرِّياسة] (٢).

[وذكر الحافظ ابن عساكر حكاية عنه، عن] أبي بكر بن جابر خادم أبي داود قال: كنتُ معه ببغداد، فجاء أبو أحمد الموفَّق إليه بعدما صلى المغرب، فاستأذن فأُذن له، فدخل، فقال له أبو داود: ما الذي عنَّى الأمير في مثل هذا الوقت؟ قال: خِلال ثلاث، قال: وما هي؟ قال: تنتقل إلى البصرة فتَتَّخِذها دارًا؛ ليرحلَ النَّاسُ وطلبةُ العلم إليها من أقطار الأرض، فإنَّها قد خَرِبت لما جرى عليها من الزَّنج، قال: هذه واحدة فهات الثانية، قال: تَروي لأولادي كتابَ "السُّنن"، قال: نعم، هات الثالثة، قال: تُفرِد لهم مجلسًا للرِّواية؛ فإنَّ أولاد الخلفاء لا يَقعدون مع العامَّة، قال: أمَّا هذه فلا سبيلَ إليها؛ لأنَّ النَّاس شريفهم ووضيعهم في العلم سواء، فكانوا يحضرون، ويُضرَبُ بينهم وبين العامَّة ستر، ويسمعون معهم (٣).

ذكر وفاته:

[واختلفوا فيها، فحكى أبو سليمان الخطَّابي قال:] مات [أبو داود] بالبصرة سنة خمس وسبعين ومئتين في شوَّال ليلةَ الجمعة، ودُفن إلى جانب سفيان الثَّوري، وعمره ثلاثٌ وسبعون سنة.

وقيل: مات سنة ستٍّ وسبعين. وقيل: سنةَ ثلاث وسبعين، وصلَّى عليه عبَّاس بن عبد الواحد الهاشميّ.

أسند عن خلق كثير؛ منهم الإمام أحمد، وإسحاقُ بن راهويه، وهشام بن عمَّار، وغيرهم.

وروى عنه خلق كثير؛ منهم أبو عيسى التِّرمذيّ، وأبو عبد الرَّحمن النَّسائي، وعبد الله بن الإمام أحمد، وآخرون.

واتَّفقوا على فَضْله، وصِدقه، وأمانته.


(١) أخوجه البخاري (٦٤٨٤)، وأحمد (٦٥١٥) من حديث عبد الله بن عمرو . وأخرجه مسلم (١٧١) من حديث جابر بن عبد الله .
(٢) "تاريخ بغداد" ١٠/ ٨١. وما بين معكوفين من (ب).
(٣) "تاريخ دمشق" ٧/ ٥٤٨ - ٥٤٩ (مخطوط).