للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحُمل إلى سُرَّ من رأى فدفن بها وهو ابن ثمانٍ وأربعين سنة، وقيل: ابن خمسين سنة.

كان أسنَّ من الموفَّق بستَّة أشهر، وعاش بعده سنة وأربعة أشهر، وكانت خلافتُه ثلاثة وعشرين سنة وشهورًا.

[وقال جدّي في "التلقيح" (١): مات ليلة الاثنين لإحدى عشرة ليلة بقيت من رجب سنة تسع وسبعين ومئتين فجاءة ببغداد، وحمل إلى سُرَّ من رأى، فكانت خلافته ثلاثًا وعشرين سنة وستَّة أشهر]. وقيل: وستة أيَّام، وقيل: ويومًا واحدًا.

وكان له من الولد جعفر المفوّض، ومحمد، وإسحاق، ووَزر له عُبيد الله بن يحيى بن خاقان، وسليمان بن وهب، ثمَّ صاعد بن مخلد، ثمَّ إسماعيل بن بُلبل، وقاضيه الحسن بن أبي الشَّوارب، وحاجبه موسى بن بغا.

وقال الخطيب (٢): توفِّي في صفر سنة ثمانٍ وسبعين ومئتين، وهو وهم.

وكانت عَريب جاريةَ المعتمد قد أعطاها أموالًا كثيرة، ولها فيه مدائحُ منها: [من الخفيف]

بارك الله للإمام أبي العبَّـ … ــــا س عند (٣) الأنام في المعشوقِ

وأراه فيه السُّرورَ وملَّاه … طويلَ لذيذِ عيشٍ رقيقِ

يا شبيهَ البدرِ المنيرِ كمالًا … وابن عمِّ الهادي النبيِّ الصَّدوقِ

فيم يا سيِّدي ومولاي أَشْمَتَّ … عدوِّي وسُؤْتني في صديقي

وكان المعتمد مشغولًا باللَّذَّات عن أمر الرَّعيَّة، فاستولى عليه أخوه الموفَّق وحجر عليه، واستصحب المعتضد الحال.

قال المصنِّف (٤): أسند المعتمد الحديث، فقال إسماعيل بن عبد الله العسكري: كنَّا عند أمير المؤمنين بسُرَّ من رأى في رمضان، فلمَّا أمسينا دعا بتمرٍ فأفطر


(١) تلقيح فهوم أهل الأثر ص ٩١.
(٢) ترجمته في "تاريخ بغداد" ٥/ ٩٨ - ٩٩، ولم نقف على قوله فيه، وهذا القول ذكره ابن منظور في مختصر "تاريخ دمشق" ٣/ ٣٥.
(٣) في الإماء الشواعر ص ١١١: غيث. والبيت الثاني ليس فيه.
(٤) هذه الأخبار الآتية ذكرها ابن الجوزي في "المنتظم"١٢/ ١٠٤.