للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سمع الإمام أحمدَ بن حنبل رحمة الله عليه وغيرَه، وروى عنه الأئمة.

وقال أبو الحسن عليُّ بن محمد القاضي: حضرتُ مجلسَ أبي عثمان سعيدِ بن إسماعيل، فدخل أبو عمرو المستملي وعليه ثياب رثَّة، فبكى أبو عثمان، فلمَّا كان يوم مجلس الذِّكر تكلَّم وقال في آخر مجلسه: دخل عليَّ شيخٌ من مشايخ أهل العلم، فاشتغل قلبي برَثاثَة حاله، ولولا أنِّي أُجِلُّه عن تسميته في هذا الموضع لسمَّيتُه، فجعل النَّاس يَرمون بالخواتيم والدَّراهم والكسوة، فقام أبو عمرو وقال: أيُّها النَّاس، أنا الَّذي ذكرني أبو عثمان برَثاثة الحال، ولولا أنِّي كرهت أن يُتَّهم به غيري فآثمَ فيه لسترتُ ما ستره الله عليَّ، فتعجَّب أبو عثمان من إخلاصه، وأخذ جميعَ ما جمع له، فما بلغ باب الجامع إلَّا وقد فرَّق الجميع على الفقراء، ولم يأخذ منه شيئًا (١).

* * *


(١) المنتظم ١٢/ ٣٧٤ - ٣٧٥، وتاريخ الإسلام ٦/ ٦٩٣ - ٦٩٤.