للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فغزلت في ضوئه خيطًا، ثمَّ نسجتُ الغزلَ ولبستُه قميصًا، وهو عليَّ [قائم] ثمَّ قامت وخلعت القميص وقالت: إن أنا بعتُه وتصدَّقتُ بثمنه هل يرجع قلبي إلى الصَّفاء؟ قال: إن شاء الله تعالى.

[حديث إبراهيم مع الذي رآه يزحف:

حكى ابن باكويه عنه أنَّه قال:] رأيتُ (١) في البادية رجلًا يزحف زحفًا، فقلت له: من أين؟ فقال: من بخارى، ثمَّ رأيته في الطَّواف وهو يطوف زحفًا، فعجبت [منه] فناداني: يَا إبراهيم، أتعجب من قويٍّ يحمل ضعيفًا؟ قلت: لا يَا حبيبي (٢): [من الطَّويل]

نعمْ تحمل الأشواقُ والعِيسُ ظُلَّعٌ … ويمشي الهوى والنَّاقلاتُ قُعودُ

[حديث إبراهيم مع الكلب:

حكى ابن جَهْضَم قال:] كان إبراهيم جالسًا في مسجده بالرّيِّ، فسمع صوت الملاهي من بعض دور الجيران، فانزعج، وقام فخرج يقصد الدَّار التي سمع منها الصَّوت، فلمَّا بلغ طرف الزّقاق وثب عليه كلبٌ ونَبح عليه، فرجع [إبراهيم] إلى المسجد، وفكَّر ساعة، ثمَّ عاد وخرج، فقام الكلب إليه (٣) وبَصْبَص بين يديه، فلمَّا وصل إلى باب الدَّار خرج منها شابٌّ، وقال: يَا سيدي، كنتَ أرسلتَ بعض أصحابك ولا انزعجتَ، فبلَّغَ لك ما تريد، وتاب الشابُّ، وكسر الملاهي وتعبَّد، فسُئل إبراهيم عن سبب رجوعه وخروجه ثانيًا فقال: كان بيني وبين الله عقد ولم أنتبه. فنبح عليَّ الكلب أوَّل مرَّة، فلمَّا عدتُ إلى المسجد ذكرتُه فاستغفرت الله منه، ثمَّ خرجت الثَّانية فكان ما رأيتم، وهكذا كلُّ من خرج إلى إقامة معروف أو تغيير منكر فتحرَّك عليه شيء من المخلوقات، فسببُه فساد عقدٍ بينه وبين الله تعالى، فإذا وقع الأمر على الصِّحَّة لم يتحرَّك عليك شيء، وكان الأمر على ما شاهدتموه.


(١) في (خ): وقال إبراهيم رأيت، والمثبت من (ف م ١).
(٢) بعدها في (ف م ١): فنشد هاهنا.
(٣) في (خ): عليه الكلب، والمثبت وما بين معكوفين من (ف) و (م ١).