للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وحكى السلمي أنَّه] (١) كان جالسًا يتكلَّم، فنزلت عليه الشَّمس في يوم حارٍّ، فقيل له: ألا تنتقل للفيء؟ فقال: [من الوافر]

لقد وَضَح السَّبيلُ إليك قَصْدًا … فما أحدٌ أرادك يَستدلُّ

فإن وَرَدَ الشتاءُ فأنت صيفٌ … وإنْ وَردَ المَصيفُ فأنت ظِلُّ

وقال السُّلَمي: ومن محاسن شعره أَيضًا: [من الطَّويل]

صَبرتُ على بعض الأذى خوفَ كلِّه … ودافعتُ عن نفسي بنفسي فعزَّتِ

وجرَّعتُها المكروهَ حتَّى تدرَّبَتْ … ولو جملةً جرَّعتُها لاشمأزَّتِ

ألا رُبَّ ذُلٍّ ساق للنَّاس عزَّةً … ويا رُبَّ نفسٍ بالتعزُّز ذَلَّتِ

إذا ما مَدَدْتُ الكفَّ ألتمسُ الغنى … إلى غير مَن قال اسألوني فشَلَّتِ (٢)

ذكر وفاته رحمة الله عليه:

[حكى السلميُّ عن] يوسف بن الحسين الرَّازيّ قال: مرض (٣) بعلَّة القيام في جامع الري، فكان كلَّما دخل إلى السّقاية يغتسل ويتوضَّأ، ويصلِّي ركعتين، فدخل مرَّة ليغتسل فخرجت روحُه وهو في وسط الماء، فغسَّلتُه، وكفَّنتُه، وصلَّيتُ عليه، ودفنتُه، وكان يومًا عظيمًا، وقيل: إنَّه مات سنة إحدى وتسعين ومئتين.

[وحكى السلمي عن] الكتَّاني قال: رأيت (٤) في المنام كأنَّ القيامة قد قامت، فأوَّل مَن خرج من عند الله أبو جعفر الدِّينوري، وكتابُه بيمينه وهو يضحك، ثمَّ خرج إبراهيم الخوَّاص، وكتابُه بيمينه وهو يدرُس القرآن رحمة الله عليه.

[وفيها تُوفِّي]


(١) في طبقات الصوفية ٢٨٤ - ٢٨٥، وما بين معكوفين من (ف) و (م ١).
(٢) ينظر الرسالة القشيرية ٢/ ١٣٢، ٣/ ٢٩، وصفة الصفوة ٤/ ١٠١ والتدوين في أخبار قزوين ٢/ ٩٩ - ١٠٠، وطبقات الشعراني ١/ ٨٤.
(٣) في (خ): وقال يوسف بن الحسين مرض، والمثبت من (ف) و (م ١) والخبر في طبقات الصوفية ٢٨٤.
(٤) في (خ): وقال الكتاني رأيت، والمثبت من (ف) و (م ١)، والكلام في تاريخ بغداد ٦/ ٤٩٧، وصفة الصفوة ٤/ ٧٩.