للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: تبًّا لهذا القاضي، أمَّا خاف الله تعالى! يلعنُ الموفَّق وقد جاهد صاحب الزَّنج، وفعل ما فعل، وبذلَ نفسه لله تعالى وأمواله وولدَه، واستنقذ المسلمين والمسلمات من يد الخبيث. عامَّة ما في الباب أنَّه حجرَ على المعتمد لمصلحةٍ رآها توجب ذلك؛ لعنه عليًّا على المنابر شفاهًا، خصوصًا وهو من الشيعة الهاشمية والشجرة العباسية.

قال أبو الحسين الرازي: ولما قدمَ أبو العباس المعتضدُ دمشقَ] (١) عند رجوعه من وقعة الطَّواحين في سنة إحدى وسبعين [ومئتين]، قال لأبي عبد الله أحمد بن محمد الواسطي: انظر من كان يبغض دولتنا من الدمشقيين، فاحمله إلى الحضرة، فحمل محمد بن عثمان [صاحب هذه الترجمة، وأبو زُرْعَة] عبد الله (٢) بن عمرو، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، مقيَّدين إلى أنطاكية، فرآهم المعتضد يومًا سائرين في المَحامل، فاستحضرَهم وقال: أيكم القائل [قد خلعت] أبا أحمق، فخرسَ القوم، فقال له محمد بن عثمان [القاضي:] أصلحَ اللهُ الأمير، أشهدكَ أنَّ نسائي طوالق، وعبيدي أحرار، ومالي في سبيل الله، إن كان في هؤلاء القوم من قال هذه المقالة، فقال المعتضد: أطلقوهم (٣).

[والعجبُ من ذكاء المعتضد ونظره في دقائق الأمور! والعُجاب، كيف مرَّت عليه هذه التورية التي لا تخفى على صبيان المكاتب؟!

وقال ابن عساكر:] كان محمد بن عثمان من موالي بني أمية، وممَّن كان يُرْمَى بالنَّصْب.

وقيل: إنَّه مات [في] سنة اثنتين وثلاث مئة (٤).

* * *


(١) ما بين حاصرتين من (ف) و (م ١).
(٢) كذا في (ف) و (م ١) -وما بين حاصرتين منهما- وفي تاريخ دمشق ٦٣/ ٢١٠: عبد الرحمن.
(٣) بعدها في (خ): فمرت على المعتضد هذه البهرجة.
(٤) ما بين حاصرتين من (ف) و (م ١)، والخبر في تاريخ دمشق ٦٣/ ٢١٠. وبعدها في (م): والله سبحانه أعلم بالصواب.