للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والدرهم من الجانبين؛ أمَّا الجانب الواحد: [من الكامل]

يا سائرًا نحوَ الخليفةِ قل له … أنْ قد كفاكَ اللهُ أمرك كلَّه

بزيادةِ الله بن عبدِ الله سيـ … ـفِ الله من دونِ الخليفةِ سَلَّهُ

وعلى الجانب الآخر: [من الكامل]

لا يَنبري لك بالشِّقاقِ مُنافقٌ … إلَّا أباحَ حَريمَه وأذلَّهُ

من لا يرى لك طاعةً فالله قد … أعماه عن سُبلِ الهُدى وأضلَّهُ

فاتَّفقَ موتُ رسوله ببغداد.

ثمَّ ورد زيادةُ الله إلى مصر مُنهزمًا من عبيد الله العلوي الخارج بالمغرب، فكتبَ العباسُ بن الحسن إلى ابن بسطام بأن يكرمه ويقيم له الأنزال (١)، ويقيمَ عنده، فأقامَ [عنده] شهورًا، ثمَّ توفِّي في هذه السنة [وهذا قولُ الصولي].

وأمَّا في تواريخ المغاربة؛ فإنَّ زيادة الله إنَّما دخلَ الشام [في] سنة اثنتين وثلاث مئة، حين غُلِب [على] ملكه بإفريقية، وقَصدَ بغداد، فردّ [من] دمشق إلى مصر، فمات بالرملة في هذه السنة.

وقال ثابت: نزلَ بالرقَّة وماتَ بها [والأصح: بالرملة].

وقال الصوليّ: كان لزيادةِ الله ولدٌ اسمه خَطَّاب [وكان من أحسن ما يكون من الشباب، ومن جماله أنهم كتبوا اسمه على السِّكَك] (٢)، بلغَ أباه عنه ما يكره، فقيَّده بقيدٍ ثقيلٍ من ذهب وحبسَه، وكان يحبُّه، وكان عبدُ الله بن الصائغ على البريد، [دخل يومًا على الغلام] (٣)، فرآه مقيَّدًا، فكتب إلى أبيه زيادةِ الله يقول: [من البسيط]

يا أيُّها الملكُ المَيمون طائرُه … رفقًا فإنَّ يدَ المَعْشوقِ فوقَ يدكْ

كم ذا التجلُّد والأحشاءُ واجفةٌ … أعيذُ قلبكَ أنْ يسطو على كبدِكْ

فطربَ زيادةُ الله، وفكَّ القيدَ من رجلِ ولده، وأعطى القيدَ لعبد الله بن الصائغ، ورضيَ عن ولده.


(١) الأنزال: جمع نُزْل، وهو ما يهيّأ للنَّزيل. لسان العرب (نزل).
(٢) ما بين حاصرتين من (ف) و (م ١). وفي (خ): من أجمل الشباب وأحسنهم.
(٣) ما بين حاصرتين من (ف) و (م ١). وفي (خ): فدخل عليه.