للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قلت: لا بأس على يوسف في هذا، فإنَّ الرِّقَّةَ تحصلُ تارةً بسماع القرآن، وتارةً بسماع الشعر، على قدر الأحوال والأوقات، والقلوب بيد الله تعالى يقلبها كيفما شاء، والقرآن جدٌّ كله فيحتاج إلى حال وقت.

ذكر] (١) نبذة من كلامه (٢):

[حكى عنه في "المناقب" أنَّه] قال: أكثرُ الناسِ حبًّا للدنيا أكثرُهم لها ذمّا عند أبنائِها؛ لأنَّ ذمَّهم لها حرفةٌ عندهم (٣).

وقال: لو طرقتِ التوبةُ بابي ما أذنتُ لها، عَلى أنِّي (٤) أنجو بها من ربِّي، ولو أنَّ الصدقَ والإخلاصَ كانا عبدين لي لبعتُهما؛ لأنِّي إن كنت في علم الله سعيدًا لم أتضرَّر مع السعادة، وإنْ كُنْتُ عنده شقيًّا محرومًا لم تنفعني توبتي ولا صِدقي، فاعتمادي على الله أولَى من اعتمادي على صفاتي المدخولة، وأفعالي المعلولة (٥).

[قال:] وسُئِل عن معنى قوله : "يا بلالُ، أرحنا بها" (٦)، فقال: معناه: أرحنا بالصلاة من أشغال الدنيا وحديثها؛ لأنَّه كانت قرَّةُ عينه في الصلاة (٧).

وقال: عينُ الأمل عوراء، [وفي رواية: عين الهوى].

وسئل عن السماع فقال: أودع الله الأسرار والعقول لطائف الإقرار يوم: ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ﴾ [الأعراف: ١٧٢] وتلك اللطائف تنيل كلَّ نعمةٍ طيبةٍ وشيءٍ مُسْتَحسَنٍ، فإذا سمعته أو رأته اضطربت (٨).


(١) ما بين حاصرتين من (ف) و (م ١).
(٢) وقعت هذه الفقرة: (ذكر نبذة من كلامه) في النسخة (خ) مرتين، الأولى أقحمت فيها خطأ إثر ترجمة محمد بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، والثانية هنا، فأثبتها هنا، وحذفتها من الموضع الأول، وقد جاء في الموضع الأول أقوالٌ لم ترد هنا فزدتها ولم أشر إليها، وما سيرد بين حاصرتين من (ف) و (م ١).
(٣) مناقب الأبرار ١/ ٤٠١.
(٤) في (خ) و (ف) و (م ١): علي أن. والمثبت من طبقات الصوفية ص ١٨٩، وحلية الأولياء ١٠/ ٢٣٩، ومناقب الأبرار ١/ ٤٠١.
(٥) مناقب الأبرار ١/ ٤٠١ - ٤٠٢.
(٦) أخرجه أبو داود (٤٩٨٥)، وأحمد (٢٣٠٨٨).
(٧) مناقب الأبرار ١/ ٤٥٣.
(٨) مناقب الأبرار ١/ ٤٠٥، ومن قوله: وسئل عن السماع … إلى هنا ليس في (ف) و (م ١).