يَبدو كحاشية الرِّداء ودُونَه … صَعْبُ الذرى مُتَمَنِّع أركانُه
فأتى ليَنْظُرَ كيف لاح فلم يُطِقْ … نَظَرًا إليه وصَده سُبحانه
فالنارُ ما اشتملتْ عليه ضُلوعُه … والماء ما سَمَحتْ به أجفانُه
وقال أيضًا: [من الرمل]
مُزِجَتْ روحُك في روحي كما … تُمزَج الخَمْرةُ بالماء الزُّلال
فإذا مَسك شيءٌ مسَّني … فإذا أنت أنا في كلِّ حال
وقال أيضًا: [من مجزوء الرمل]
قد تحققتُك في … سِري فناجاك لساني
فاجتمعنا لمَعانٍ … وافترقْنا لمعاني
إن يكن غَيبَك … التَّعظيم عن عَين العِيان
فلقد صَيَّرك الوَجْدُ … من الأحشاء دانِ
وقال أيضًا: [مجزوء الكامل]
دُنيا تُغالِطُني كأنـ … ـني لستُ أعرفُ حالها
حَظَر الإلهُ حَرامَها … وأنا اجتَنَبْتُ حلالها
ورأيتُها مُحتاجةً … فوهَبْتُ جُملتَها لها
وقال الخطيب: حدثنا أبو العلاء قال: لما أُخرج الحلاج ليُقتل أنشد: [من الوافر]
طَلَبتُ المُسْتَقَرَّ بكلِّ أرضٍ … فلم أر لي بأرضٍ مُستَقَرّا
أطَعْتُ مَطامعي فاستَعْبَدَتْني … ولو أني قَنِعْتُ لعِشْتُ حُرّا
[قلت: وقد جمع جدي أخبارَه في كتاب، جمعها من كتاب أبي يوسف القزويني، والصُّولي، وثابت بن سنان، والخطيب وغيرهم، وسماه: "القاطع لمحال اللجاج بحال الحلاج" (١)، وذكره في مواضع من كتب وعظه فقال: انكسر مِغْزل رابعة، وبقي قطن الحلاج.
وسأله سائل عن الحلاج فقال: ما يسأل عن الحلاج إلا الحائك، وغير ذلك. وهذا
(١) سماه في المنتظم ١٣/ ٢٠٤: القاطع لمحال اللجاج القاطع بمحال الحلاج.