للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والصافنات: الخيل التي تقوم على ثلاث قوائم وقد أقامت الأخرى على طرف الحافر من يد أو رجل. قاله مجاهد وابن زيد، واختاره الزَّجاج واحتجَّ يقول الشاعر:

أَلِفَ الصفُونَ فَمَا يَزَالُ كأنَّهُ … مِمَّا يَقُومُ عَلى الثَّلاثِ كَسِيْرا (١)

قال الفرَّاء: إنَّها القائمة، سواء أكانت على ثلاث قوائم أو على أربع، ومنه قول النبي : "مَنْ أَحبَّ أنْ يَقُومَ لَهُ الرِّجَالُ صفونًا فليتبوَّأ مقعدَهُ مِنَ النَّار" (٢).

وأما الجياد: فهي السِّراعُ في الجَري.

وفي سبب عرضها عليه أقوال:

أحدها: أنه أراد جهاد عدوٍّ له، قاله علي .

والثاني: أنها أُخرجت له من البحر، قاله الحَسَن ووهب.

وقال وهب: قيل لسليمان: إنَّ خيلًا بَلْقَاء لها أَجنحةٌ تطير بها وإنَّها تردُ ماءَ كذا في جزيرة كذا وكذا، فأمر الشياطين بإحضارها فأخذوا سلاسل ولجمًا وجاؤوا إلى العين التي تشرب منها، فسكبوا فيها الخمر، فجاءت فشربت، فوضعوا اللُّجُمَ في رؤوسها والسلاسل في أعناقها وجاؤوا بها إليه فاستعرضها (٣).

والثالث: أنه ورثها عن أبيه فعُرضت عليه، قاله ابن السَّائب.

والرابع: أنه غزا أهل دمشق فأصابها منهم، فجلس يعرضها، قاله مقاتل.

واختلفوا في عددها على أقوال:


(١) البيت في معاني القرآن للزجاج ٤/ ٣٣٠، وتفسير الماوردي ٥/ ٩٢، وزاد المسير ٧/ ١٢٧، والتبصرة ١/ ٢٨٩، وتفسير القرطي ١٨/ ١٩١، وأساس البلاغة، واللسان، وتاج العروس (صفن) دون نسبة.
(٢) أورده بهذا اللفظ الخطابي في غريب الحديث ١/ ٣٩٧، والثعلبي في تفسيره ٨/ ٢٠٠، والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن ١٨/ ١٩١، والماوردي في النكت والعيون ٥/ ٩١، وابن الجوزي في زاد المسير ٧/ ١٢٧، والتبصرة ١/ ٢٨٩، قال ابن حجر في تخريج أحاديث الكشاف ١٤٢: لم أجده هكذا.
وأخرج أحمد في مسنده (١٦٨٣٠)، والبخاري في الأدب المفرد (٩٧٧)، وأبو داود (٥٢٢٩)، والترمذي (٢٧٥٥) من حديث معاوية قال: سمعت رسول الله يقول: "من سرّه أن يتمثل له الرجال قيامًا فليتبوأ مقعده من النار".
(٣) انظر "تاريخ دمشق" ٢٢/ ٢٤٠.