قال أَحْمد بن مَنيع: وُلد ابن ابنتي أبو القاسم يوم الإثنين في رمضان سنة أربع عشرة ومئتين. وقيل: سنة ثلاث عشرة ومئتين ببغداد.
وهو بغويُّ الأصل، وأول ما كتب سنة خمس وعشرين ومئتين، وسافر، ولقي الشيوخَ، وسمع الكثيرَ، وروى عنه الأئمةُ، وتوفي ببغداد ليلة الفطر، ودُفن يوم الفطر بمقبرة باب التِّبْن وله مئة وثلاثُ سنين وشهر واحد وهو صحيحُ الجَوارح والسَّمع والبَصر.
وسمع الإِمام أَحْمد بن حَنبل، ويحيى بن مَعين، وابن المَديني، وعلي بن الجَعْد، وخَلَف بن هشام، وعبد الله بن محمَّد بن عائشة التَّيمي، وأبا نَصْر التمَّار، وحاجب بن الوليد، وشَيبان بن فَرُّوخ، وزهير بن حَرْب وغيرهم.
وكان يقول: أحصيتُ المشايخَ الذين لا يروي عنهم اليوم أحدٌ غيري فكانوا سبعة وثمانين شيخًا.
وقال الحسن بن عبد الرَّحْمَن بن خلاد: لا يُعرف اليوم في الإِسلام من يُوازي البَغَويّ في قِدَم السماع؛ فإنَّه تُوفِّي سنة سبع عشرة وثلاث مئة، وسمعناه يقول: حَدَّثَنَا إسحاق بن إسماعيل الطَّالْقاني في سنة خمس وعشرين ومئتين.
وقال الخَطيب: سمع البَغَويّ جزءًا على الإِمام أَحْمد بن حنبل وابن مَعين وابن المَديني، فأخذه موسى بن هارون، فألقاه في دجلة وقال: أتُريد أن تَجمع بين الثلاثة الرواية.
وروى عنه يحيى بن محمَّد بن صاعد، وابن شاذان، وابن شاهين، والدارقطني، وخلقٌ كثير.
وقال الخَطيب: اجتاز البغويُّ بنهر طابَق، فسمع مُسْتَملٍ فقال: مَن هذا؟ قالوا: ابنُ صاعد، فقال: ذاك الصبيُّ؟ قالوا: نعم، فقال: والله لا أبرحُ من مَوضعي حتَّى أُملي