للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه ياقوت أول يوم، وفي الثاني ظهر عليٌّ، فعاد ياقوت إلى شيراز وعلي خلفه، وخرج منها ودخلها عليٌّ.

ثم إنَّه ضاق ما بيده، وأشرف [أمره] على الانحلال (١)، فنام يومًا على ظهره، وإذا بحَيَّةٍ خرجت من سَقْف البيت فدخلت مَوضِعًا آخر، فأمر بنَقْض السقف، فنُقِض، فخرجت صناديق فيها أموالٌ، ففرَّقها في أصحابه واستقام أمرُه.

ثم ضاق ما بيده، فطلب خَيَّاطًا يَخيطُ له ثيابًا، وكان الخياط أطْرَشًا، فظنَّ أنَّه قد سُعي به إليه فقال: والله ما عندي شيءٌ سوى اثني عشر صندوقًا لا أدري ما فيها، فأمر بإحضارها، فوجد فيها مالًا عظيمًا، ففرَّقه في أصحابه.

ثم ركب يومًا يدور حول شيراز، فنَزلت قَوائمُ فَرَسه في مكان، فحفروه فوجدوا فيه أموالًا كثيرةً.

فأقام بشيراز، واستولى على البلاد، وخرجت خُراسان وفارس وكَرْمان وتلك النواحي عن حُكم الخلافة، ولقَّب المُسْتَكْفي (٢) عليًّا بعماد الدولة، وكَناه بأبي شُجاع، وكان يُكنى أبا الحسن، ولقَّب الحسنَ رُكْنَ الدولة، وأحمدَ مُعِزَّ الدولة، وملكوا الدنيا.

وقيل: إنهم كانوا يُنسَبون إلى سابور ذي الأكتاف (٣).

وفيها قدم مؤنس الوَرْقاني بالحاجِّ إلى بغداد سالمين من القِرمطيّ، ودخل على االقاهرة فشكره.

وفي صفر قبض القاهر على خاطف خالة المقتدر، وعلى أبي العباس بن المقتدر وأمِّه، وحبسهم عند سابور، ثم تتبَّع أولاد المقتدر وأمَّهاتهم فاعتقلهم.

وفيها قتل القاهرُ أبا السَّرايا نصرَ بن حَمدان وإسحاق بن إسماعيل النُّوبَخْتي، وهو الذي أشار على مؤنس بخلافة القاهر، فلمَّا كان يوم الخميس لليلةٍ خلت من ربيع الأول استحضر القاهر إسحاق وطالبه بمال، فقال: والله ما عندي مال، فأمر بضربه بين يديه.


(١) ما بين معكوفين من الكامل ٨/ ٢٧٦.
(٢) بعد أن تولّى الخلافة.
(٣) من أول السنة إلى هنا ليس في (ف م ١).