للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر طرفٍ من أخباره:

قال الخطيب:] أصلُه من بغداد، وكان من أبناء الوزراء والرُّؤساء والكَتَبَة، صَحِب الجُنَيد، ولزمه وأخذ عنه، وصار أحدَ أئمَّة الزَّمان، وأقام بمصر وصار شيخَ الصوفية ورئيسَهم بها إلى أن مات (١).

[وحكى عنه أبو عبد الرحمن السُّلَمي أنَّه] كان يقول: أستاذي في التَّصوف الجُنَيد، وفي الحديث والفقه إبراهيم الحَرْبي، وفي النَّحْو ثَعْلَب، وفي رواية: وفي الحديث إبراهيم الحَرْبيّ، وفي الفقه أبو العباس بن سُرَيج (٢)، [وكان يفتخر بمشايخه].

وصحب النُّوري، وابن الجَلاء، والمسوحي وغيرهم.

وقال الحافظ محمد بن عمر الجِعابي: أتيتُ مسجدَ عَبْدان الأهوازي لأراه، فدخلتُ فرأيتُ شيخًا جالسًا وحده، مَليحَ الشَّيبة، وعليه هيئةٌ، فجلستُ إليه، فذاكَرَني بأكثر من مئتي حديث في الأبواب، وكنتُ قد سُلِبتُ في الطريق، فأعطاني الذي كان عليه، فلمَّا دخل عَبْدان المسجدَ ورآه اعتنقَه وبشَّ به، فقلتُ: مَن هذا الشيخ؟ قالوا: أبو علي الرُّوْذَباري.

[وحكى الخطيب عن أبي علي الروذباري أنَّه] قال: أنفقتُ (٣) على الفُقراء كذا وكذا ألفًا، فما وَضَعتُ شيئًا في يد فقير، بل كنتُ أضَعُ ما أُعطي في يدي، فيأخذه الفقير من يدي، حتى تكونَ يدي تحت أيديهم، ولا تكون يدي فوق يد فقير.

[وحكى عنه في "المناقب" أنَّه] قال (٤): رأيتُ في البادية غلامًا حَدَثًا، فقال لي: يا أبا علي، أما كفاه أنَّه أبلاني بحُبِّه (٥) حتى أعَلَّني، ثم قال: [من الهزج]

أيا مَن ليس لي منه … وإن عَذَّبَني بُدُّ


(١) تاريخ بغداد ٢/ ١٨٠.
(٢) طبقات الصوفية ٣٦٠، وتاريخ بغداد ٢/ ١٨١.
(٣) في (خ): وقال الروذباري، والمثبت من (ف م ١)، والخبر في تاريخ بغداد ٢/ ١٨٣.
(٤) ما بين معكوفين من (ف م ١)، والخبر في مناقب الأبرار ٢/ ٦٠.
(٥) في المناقب: أما يكفيه أن شغفني بحبه.