للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بك كِتْمانُ وَجْدِه بك عنه … لك منه وعنك مالك منه

ومتى لاحَ لائحٌ مَعْنَويُّ (١) … هام وَجْدًا عليك إنْ لم تَكُنْهُ

يا فَتى الحُبِّ بل فتى الحَقِّ سِرِّي … فيك مُسْتَودَعٌ لديكَ فَصُنْهُ

وقال: أظْهَر الله الأسامي إلى الخَلْق ليَسْكُنَ بها شوقُ المحبِّين، وتأنَسَ بها قلوبُ العارفين.

وأنشد لنفسه يقول: [من الكامل]

إنَّ الحقيقة (٢) غيرُ ما تَتَوَهَّمُ … فانْظُرْ لنفسِكَ أيَّ حالٍ تَعْزِمُ

أتكون في القوم الذين تأخَّروا … عن حقِّهم أم في الذين تَقَدَّموا

لا تُخْدَعَنْ فتَلُومَ نفسَك حين لا … يُجْدي عليك تأسُّفٌ وتَنَدُّمُ

وقال أيضًا: [من الطويل]

تَشاغَلْتُمُ عنِّي فكُلِّيَ أُنْكِرُ … لأنَّكمُ منِّي بما بيَ أَخْبَرُ

فإن شئتُمُ وَصْلي فذاك أُريدُه … وإن شئتُمُ هَجْري فذلك أُوْثِرُ

ألستُ أُرى أَهْلًا لحالٍ يَسُرُّكمْ … بذلك أَزْهُو ما حَيِيتُ وأَفْخَرُ (٣)

وقال أيضًا (٤):

أَدْرِكْ بَقيَّةَ رُوحٍ فيكَ قد تَلِفَتْ … قبل الفِراقِ فهذا آخِرُ الرَّمَقِ

ولو مَضى الكلُّ منِّي لم يكن عَجَبًا … وإنَّما عَجَبي في البعض كيف بَقي (٥)


(١) في طبقات الصوفية ٣٥٩: من إذا لاح لائح لمشوق، وفي مناقب الأبرار ٢/ ٥٧، وطبقات الشافعية ٣/ ٥٢: من إذا لاح لائح مشرقي.
(٢) في (خ): الخليفة، وليس في (ف م ١) لاختصار نشير إليه قريبًا، والمثبت من مناقب الأبرار ٢/ ٥٨، وطبقات الشافعية الكبرى ٣/ ٥١.
(٣) من قوله: وقال: الخوف والرجاء كجناحي الطائر … إلى هنا ليس في (ف م ١). والأبيات في مناقب الأبرار ٢/ ٦٢، وطبقات الشافعية ٣/ ٥٢.
(٤) في (ف م ١): وذكر له الخطيب أبياتًا منها ما أنشده الخطيب عن أبي طالب يحيى الدسكري، والمثبت من (خ).
(٥) البيتان في تاريخ بغداد ٢/ ١٨٣، وعنه المنتظم ١٣/ ٣٤٥، وطبقات الشافعية ٣/ ٥٢ بتقديم ثانيهما على الأول.