أمران لم يَذهبا على فَطِنٍ … وأنت بالحُكْم فيهما عالم
وكلُّ هذا مَقالُ ذي ثِقَةٍ … وقلبهُ من جَفائه سالم
ذكر وفاته:
قال المعافى بن زكريا: كنتُ أحضُرُ مجلسَ أبي الحسين بن أبي عمر يوم النَّظَر، فحضرتُ يومًا أنا وجماعةٌ من أهل العلم في المَوْضع الذي جَرَت العادةُ لجلوسنا فيه ننتظره حتى يخرج، فدخل أعرابيٌّ لعلَّ له حاجةً إليه، فجلس بقربنا، فجاء غُرابٌ فقعد على نَخْلةٍ في الدَّار وصاح ثم طار، فقال الأعرابي: هذا الغُرابُ يقول: إنَّ صاحبَ هذه الدَّار يموتُ بعد سبعة أيام، فصِحْنا عليه وزَبَزناه، فقام وانصرف، واحتَبَسَ خروج أبي الحسين، وإذا قد خرج إلينا الغلام وقال: القاضي يستدعيكم، فقُمنا ودخلنا إليه، فإذا هو مُتَغَيِّرُ اللون، مُنكَسِرُ البال، مُغْتَمٌّ، فقال: أحَدِّثُكم بشيءٍ قد شَغَل قلبي، رأيتُ البارِحَةَ في المنام شخصًا يقول:[من الطويل]