للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها ورد الخبر إلى بغداد [بأن البريدي يريد بغداد، فاضطرب الناس] (١) وعبر المُتَّقي إلى الزُّبَيديّة يوم الأربعاء لستٍّ بقين من ذي القعدة ليكون مع ناصر الدولة، وقَدَّم حُرَمه إلى سُرَّ مَن رأى، وخرج وجوه أهل بغداد هاربين.

ولثلاث بقين منه عبر جيش ناصر الدولة من الجانب الشرقي من بغداد إلى الجانب الغربي، وفي يوم الأربعاء لليلة بقيت منه سار أبو الحسن بن حمْدان للقاء البريدي.

وكان مع أبي الحسين البريدي لمَّا أصعد من واسِط الدَّيلَمُ وأبو بكر بن قَرابة وابن شيرزاد وجيش عظيم، ولم يحضره أبو عبد الله البريدي، وكانت الوقعة بالقرية المعروفة بالكال (٢) أسفل المدائن بفرسَخَين، والتقَوا: أبو الحسين البريدي في الدَّيلَم، وأبو الحسن بن حَمدان وتوزون والأتراك، وتخلَّف ناصر الدولة ابن حَمدان في المدائن، فاقتتلوا يوم الخميس شلْخ ذي القعدة يوم الجمعة، فكانت أولًا علي بني حمدان، وانهزم أصحابهم، فردَّهم ناصر الدولة من المدائن، ثم صارت على البريدي فانهزم، وقُتل جماعةٌ من قُوَّاده، وأسر جماعة.

وعاد البريدي إلى واسِط، ولم يَتْبعه أحدٌ من أصحاب ناصر الدولة لضَعْفهم من الجِراح والإعياء، وعاد المتقي إلى الزُّبيدية إلى دار الخلافة، وعادَ من كان هرب إلى سُرَّ مَن رأى.

ودخل ناصر الدولة يوم الخميس لثلاث عشرة بقيت من ذي الحِجَّة إلى بغداد، وبين يدَيه الأسرى: يانس غلام البريدي وغيره، وكتب أبو عبد الله بن ثوابه كتابًا إلى الآفاق عن المُتَّقي بالفتح، وبعث به إلى سيف الدولة ابن حمْدان، وبعث إليه بالخِلَع، وكان سيف الدولة قد انحدر إلى واسِط لطلب البريدي، فوجده قد انهزم إلى البصرة، فأقام بواسِط ومعه جميع الأتراك والدَّيلَمُ والجيش (٣).

وحجَّ بالناس القِرمِطيُّ، وقيل: لم يحجَّ أحدٌ [في هذه السنة خوفًا من المتغلِّبين.


(١) ما بين معكوفين من تاريخ الإسلام ٧/ ٤٣٦، وانظر تكملة الطبري ٣٣٣، والكامل ٨/ ٣٨٤.
(٢) في أخبار الراضي ٢٢٨: بالجال، وفي تكملة الطبري ٣٣٣: بالكيل، وكل ذلك صحيح، انظر معجم البلدان ٢/ ٩٥ (جال)، ٤/ ٤٩٨ (كيل).
(٣) من قوله: فرد الجواب يعرفه أنه الموثوق به … إلى هنا ليس في (ف م م ١).