للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدولة والمُتَّقي وحُرَمه والوزير إلى نَصِيبِين، ودخل توزون إلى الموصل ومعه ابن شيرزاد، فاستخرج منها مئة ألف دينار، ورحل المُتَّقي وبنو حَمْدان إلى الرَّقَّة.

وراسل المتقي توزون في الصُّلْح وقال: ما خرجتُ من بغداد وأهلي إلا بلغني أنك اتَّفقت مع البريدي عليَّ، والآن فإنْ آثرتَ رضائي فصالِحْ ناصر الدولة، وأنا أرجع إلى داري.

وأشار ابن شيرزاد على توزون بالصُّلح، وتواترت الأخبار من بغداد أنَّ أحمد بن بويه نزل واسِطًا وهو يريد بغداد، فأجاب توزون إلى الصُّلح، ورجع إلى بغداد، وكان السَّفير بينهم يحيى بن سعيد السُّوسي، فحصل له مئة ألف دينار، وعقد توزون البلد على ناصر الدولة ثلاث سنين، بثلاثةِ آلاف ألف درهم وستِّ مئة ألف درهم.

وفيها قَتَلَ أبو عبد الله البريدي أخاه أبا يوسف، ثم مات بعده بيسير.

وفيها وَلَّى الإخشيدُ الحسين بن لؤلؤ إمرةَ دمشق، فأقام عليها سنةً وشهورًا، ثم نقله إلى حمص واليًا، وولَّى دمشق يانس المؤنسي.

وفيها وصل الدُّمُسْتُق إلى رأس العين في ثمانين ألفًا، فقتل وسَبَى خلقًا كثيرًا، وقيل: كان ذلك في السنة الماضية، وقد ذكرناه.

وفيها ولَّى ناصر الدولة الحسينَ بنَ سعيد بن حَمْدان قِنَّسرين والعواصم والشام، فسار إلى حلب.

وفيها كتب المُتَّقي للإخشيد بمصر أن يَجْهَز إليه، فخرج من مصر، فلمَّا وصل الشام هرب الحُسين بن حَمْدان من حلب، وجاء إلى الرقة فلم يُمكِّنه المتقي من دخولها لأجل سيف الدولة.

وفيها بان للمتقي من بني حَمْدان الضَّجَر والمَلَلُ بمقامه عندهم، فراسل توزون على يد محمد بن أبي موسى الهاشمي والحسن بن هارون، وأمرهما أنْ يَستوثقا منه، فأحضر توزون القضاةَ والشهود والعباسيين والطالبيِّين والقُوَّاد وجميع الأشراف والأعيان، وحلف للمتقي على ما اقترحه، وأكثر العُهود والمَواثيق المغلَّظة.

وسار الإخشيد من حلب إلى الرَّقَّة، فلما قارَبَها خرج إليه المتقي، فلمَّا رآه الإخشيد ترجَّل، وقبَّل الأرض، ومشى بين يديه، فأمره بالركوب فلم يفعلْ حتى نزل المتقي،