للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وذكر القاضي علي بن المحُسِّن، عن أبيه قال: حدثني] أبو الفرج الأصفهاني (١) أن لصًا نَقَب حائطًا ببغداد في هذه السنة في زمن الطاعون، فمات مكانه على النَّقْب، وأن إسماعيل القاضي لبس سَواده ليَخرج إلى الجامع ليَحكم، ولبس أحد خُفَّيه وأخذ الآخر ليَلْبسَه، فمات قبل أن يَلبسه.

[وذكر أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد، ويعرف بابن الجَزَّار القَيرواني في "تاريخه" قال: وفي سنة ستٍّ وأربعين وثلاث مئة في خلافة المطيع] خُسِف بيلد الطَّالقان ورَساتيقها في ذي الحجة يوم الأربعاء لثلاث بقين منه على ساعتين من النهار، ولم يفلت منهم إلا نحو من ثلاثين رجلًا، وصارت كلها رَمادًا، وخُسِف بالباقين، وعين بعضهم تنظر إلى بعض، وخُسِف بخمسين ومئة قرية من قرى الرَّي، واتصل الأمر إلى حُلْوان فخسف بأكثرها، وخُسِف [بمكان يقال له: قصر شيرين، وبموضع يقال له: مرج القلعة، وبمكان يقال له: طَفْر، وقذفت] الأرض ما فيها، وألقت عظام الموتى، وتفجَّرت منها المياه، وتقطَّع بالرَّي جبل يقال له: طَبَرَك وبجبال حلوان حتَّى كان يقال: ها هنا جبال، وعُلِّقت قريةٌ بين السماء والأرض بمن فيها من غُدوةَ إلى الظُّهر، ثم خسف بها وبمن كان فيها، وانخرقت الأرض خُروقًا عظيمة، الخَرْق منها أكثر من ثلاث مئة ذِراع، وخرجت منها مياه مُنْتنة ودُخان عظيم.

وفيها انهدم بيت بمدينة جَيّ من أعمال أصبهان، فظهر في البيت خمسون عِدْلًا من جلود، فيها خطوط مختلفة مكتوبة في لحاء الشَّجَر لم ير الناس مثلَها، فبحثوا عنها فإذا هي علوم الفُرْس في النجوم والأفلاك والهندسة وما يحدث في العالم، ويقال لهذه البَنيَّة: سارويه، وكانت قائمة من عجائب الدنيا كالأهرام [التي عليها الأعلام، وكانت الكتب مُودعة فيها، وحكي عن أبي جعفر أنَّه قال:] المأمون بناها، وأودعها هذه الكتب [، والدفائن، وليس بصحيح] (٢).


(١) ما بين معكوفين من (ف م م ١)، وجاء بدله في (خ): وقال أبو الفرج الأصبهاني، والخبر في المنتظم ١٤/ ١٠٩.
(٢) ما بين معكوفات من (ف م م ١)، وفي (خ): وقال أبو معشر: المأمون … ، وجاء بعد هذا الكلام في (ف م ١): والحمد لله وحده وصلى الله على أشرف خلقه محمد وآله وصحبه وسلم. وتنتهي السنة في هذه النسخ (م ف م ١).